+
أأ
-

زياد العليمي. يكتب : “هَــدِيــرُ الـعـشـائـر: نـداء الـشـفـاء لِـسـيـدِ الـبـلاد.. عـيـن الـبـاشـا تـشـهـدُ وتُـعـاهِـد”

{title}
بلكي الإخباري

 

في مشهدٍ يجسدُ أعمق معاني الترابطِ الوثيقِ بين القيادة والشعب، ومع تداولِ الأنباءِ حول العارضِ الصحيّ الطارئ الذي ألمَّ بسيدِ البلاد، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، انتفضت مضاربُ الأردن وقبائلُها، لتطلقَ من قلبِها النابض، ومن حوضِ عين الباشا، صرخةَ وفاءٍ مدوّية، تترددُ أصداؤها في كل رُكنٍ من أركانِ الوطن. إنها رسالةٌ لا تُخالِطها شائبة، ولا يَعكُر صفاءَها تردد، بل هو موقف وطنيٌّ، صِيغَ بمدادِ الولاء الخالص، ووقّع عليه شيوخُ العشائر، وفي طليعتِهم الشيخ سامي بن ختلان، الذي قاد هذا الحراكَ القلبيَّ نحو الحضرةِ الهاشمية.

لقد توحدتْ الكلماتُ والجُمَلُ، وتناغمتْ العباراتُ والدعواتُ، لتُشكّلَ حُزمةً من الأمنياتِ الصادقة، ترجو للزعيمِ الهاشميِّ، "أبا الأردنيين جميعاً"، أن يُزيلَ الله عنه العارضَ الصحيَّ، وأن يعودَ سريعاً إلى ساحاتِ القيادة، سالماً مُعافى، كما عوّده الأردنُ والأردنيون. إنّ عبارةَ "الشفاء العاجل" لم تكن مجردَ لفظٍ عابر، بل كانتْ بمثابةِ القَسَمِ العشائريِّ الذي يَعكسُ القلقَ النبيلَ على صحةِ القائدِ المُنذَرِ لوطنه.

الشيوخُ والوجهاءُ في حوضِ عين الباشا، هذا المَهْدُ العشائريُّ العريقُ الذي طالما كان خزانَاً للرجولةِ والوفاءِ، أكدوا في بيانهم المتجذرِ في الوجدان، على أنَّ الملكَ عبد الله الثاني ليس مجردَ رأسٍ للدولة، بل هو "سيدُ المواقف والشرف"، وهو الركنُ الركينُ الذي تُستمدُّ منه القوةُ والعزيمةُ في خضمِّ التحديات. لقد تجلى الترابطُ الجدليُّ في صياغةِ الكلماتِ، حيثُ ارتبطَ طلبُ الشفاءِ بالوعدِ القاطعِ والعهدِ المؤكد: "نحن سنمضي خلفك".

هذا الوعدُ ليس خطاباً عاطفياً لحظياً، بل هو استئنافٌ لتاريخٍ طويلٍ من البيعةِ المُتجددةِ بين العرشِ الهاشميِّ وشعبِهِ، التي تُشكلُ الدعامةَ الأزليةَ للدولةِ الأردنية. إنَّ عبارةَ "سنمضي خلفك" تُمثلُ العُمْقَ الفلسفيَّ للقيادةِ في الأردن؛ فهي تعني المضيَّ خلفَ رؤيةِ التحديثِ والإصلاحِ، والوقوفَ كالسدِّ المنيعِ في وجهِ كلِّ من يُحاولُ المساسَ بأمنِ واستقرارِ المملكة، وتأييدَ المواقفِ الشجاعةِ التي يتخذُها جلالته في الدفاعِ عن القضايا العربيةِ، وعلى رأسِها القضيةُ الفلسطينية.

إن حوضَ عين الباشا، بشيخِهِ وعشائرِهِ، يُرسلُ اليومَ أكثرَ من مجردِ تهنئةٍ بالسلامة، بل يرسلُ رسالةَ تأكيدٍ للعالمِ أجمع: أنَّ الأردنَ بخيرٍ ما دامَ ولاؤه لجلالةِ قائدِهِ راسخاً، وأنَّ خيمتَهُ الوطنيةَ ستبقى مُنْتَصِبَةً بفضلِ هذه اللُّحمةِ الفريدة. فسلامةُ الملكِ هي سلامةُ الأردن، وعافيتُهُ هي عافيةُ الأمة.

وتبقى العيونُ شاخصةً إلى عودةِ القائدِ مُعافىً، ليواصلَ المسيرةَ التي عاهدَ عليها، فالأردنُ وشيوخُهُ وعشائرُهُ، لا يرضون بديلاً عن الوفاءِ لـِ "سيدِ البلاد" الذي جَعلَ الشرفَ والعزّةَ عنواناً لنهجِه، وكلُّ الأردنيين يرددون بلسانٍ واحد: اللهمَّ اشفِ عبدَ الله.