الكرك تستضيف حوارا وطنيا: الحكومة تقترب من الناس… والناس يبادلونها الوعي والثقة

كتب/ العقيد المتقاعد محمد جميل الخطيب
في أجواءٍ من الحوار الصريح والمسؤول، احتضنت محافظة الكرك مساء الاثنين جلسةً حواريةً مميزة نظمها الزميل المهندس فادي العمرو، ناشر موقع بلكي نيوز، جمعت وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، وأمين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة، وحشدًا واسعًا من الإعلاميين والمثقفين ووجهاء المحافظة.
وقد تشرفتُ بحضور هذا اللقاء برفقة الوزير الأسبق ابن الكرك البار الدكتور مهند المبيضين وزميلي المهندس أيمن سلام، رجل الأعمال المتخصص في بناء الإسكانات، حيث قدمنا من العاصمة عمّان للمشاركة في هذا الحوار الوطني الهام.
هذا اللقاء لم يكن مجرّد فعالية عابرة، بل مثّل نموذجا راقيا في التواصل الميداني بين الحكومة والمجتمع، ضمن نهجٍ هاشميٍّ أصيل أكّده جلالة الملك عبدالله الثاني، يقوم على القرب من الناس والإصغاء إليهم ومناقشة قضاياهم بوضوح واحترام.
مشاريع التحديث: رؤية الدولة في مئويتها الثانية
استعرض الوزير المومني خلال اللقاء أبرز ملامح مشاريع التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، التي تشكّل خارطة طريق الأردن نحو مئويته الثانية، وتستند إلى نهج الشراكة والانفتاح مع مختلف المكونات الوطنية.
ففي الجانب السياسي، أكد المومني أن انتخابات 2024 كانت محطة مفصلية في ترسيخ الحياة الحزبية البرامجيّة، بينما يمضي العمل حاليا على تطوير قانون الإدارة المحلية لتعزيز الحوكمة وتمكين البلديات.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد وضع الوزير الحضور أمام ملامح البرنامج التنفيذي الثاني لرؤية التحديث الاقتصادي (2026–2029)، الذي سيُطلق قريبا برعاية ملكية سامية، ويتضمن مبادرات تنموية ضمن ثمانية محركات للنمو، بما يعزز فرص العمل والاستثمار في المحافظات.
الكرك نموذج الوعي والمشاركة
لقد برهن أبناء الكرك خلال اللقاء على ما عُرف عنهم من وعيٍ عالٍ وثقافةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ رفيعة، فالحوار كان ثريا بالأسئلة والملاحظات والرؤى، عكس عمق الانتماء والمسؤولية لدى الحضور تجاه وطنهم ومستقبلهم.
لم يكن الحضور شكليا، بل فاعلًا ومؤثرا، يؤكد أن المحافظات ليست هامشًا في مسيرة الدولة، بل قلبها النابض، وأن أبناء الكرك جزء أصيل من المعادلة الوطنية في الإصلاح والتنمية.
إشادة بتنظيم الجلسة ودور الإعلام المحلي
يُحسب للزميل المهندس فادي العمرو وفريق بلكي نيوز هذه المبادرة النوعية في تنظيم اللقاء، التي جسدت الدور الحقيقي للإعلام المحلي كجسرٍ بين الحكومة والمجتمع، وكمنصةٍ للحوار البنّاء بعيدا عن التنظير، قريبا من الميدان والناس.
مثل هذه المبادرات الإعلامية تُعيد الثقة بدور الإعلام كقوة وعيٍ وطنيةٍ تشارك في صياغة الرأي العام، وتُسهم في ترسيخ قيم الشفافية والانفتاح التي تؤمن بها الدولة.
ختامًا
ما جرى في الكرك ليس مجرد لقاء حكومي، بل ترجمة عملية لنهجٍ ملكيٍّ متجددٍ يقوم على التواصل المباشر مع المحافظات، وإشراك المواطنين في صناعة القرار.
ومع استمرار هذه اللقاءات، يتأكد أن مشروع التحديث الأردني الشامل ليس خطةً مكتوبةً على الورق، بل حوارٌ مستمرٌّ بين الدولة والمجتمع، وعقد ثقةٍ متبادلٍ يُجدَّد في كل محافظةٍ وقريةٍ ومدينة.



















