+
أأ
-

الاستاذ وائل المنسي يكتب :- اجتماع حول طاولة رئاسة الحكومة الدائرية

{title}
بلكي الإخباري

 

في مشهد يفيض بالعدالة الاجتماعية على الطريقة المحلية، اجتمع دولة رئيس الوزراء في لقاء تاريخي مع عدد من ممثلي الفئات المهمشة  أو كما وصفهم الإعلام الرسمي بـ “الوفد الشعبي من ذوي الدخل المحدود جدًا جدًا”

منهم المفلس المفوض، والمشرد العام ونقيب الشحادين ومندوب العائلات المستورة، ورئيس جمعية معناش وممثل العاطلين عن العمل، وذلك لمناقشة قضية ارتفاع أسعار المحروقات!

جلس الوفد أمام دولته على مائدة مستديرة مغطاة بمفرش أبيض فاخر، تزينها كؤوس بلورية فارغة تمامًا، في انسجام تام مع حال جيوبهم.

 أحدهم فقد حذاءه ووجد مكانه تحت الطاولة، وآخر يدخن سيجارة من آخر شهر، وثالث جاء ببدلة ورقية عتيقة “استعارها من أيام المنحة”، أما الرابع فدخل على عكاز من “بقايا الدعم”.

دولته، بابتسامة اقتصادية وورقة رسمية في يده، بدأ حديثه قائلاً: “نحن نستمع لكم بعناية، فأنتم تمثلون نبض الشارع”  بينما نبض الشارع كان أصلاً في العناية المركزة.

سجل أحدهم ملاحظته على ورقة متهالكة قائلاً: “بس بدنا البنزين يرجع رخيص شوي”، فردّ رئيس الوزراء قائلاً: “تمام، راح ندرس الموضوع بتعمق ضمن إطار خطة التحفيز الشامل للقدرة على التحمل!”

انتهى الاجتماع بعد ثلاث ساعات من الحوار البنّاء، خرج بعدها الوفد بنفس الملابس الممزقة لكن بروح مرفوعة المعنويات، فقد وعدهم دولته “بلقاء آخر قريب جداً”، على الأغلب عندما ترتفع الأسعار مجددًا.

اللقاء تم فعلاً بين الحكومة و”الشعب”، فقط الفرق أن الشعب جاء من الحارة... والحكومة من القمر.