+
أأ
-

ترامب يلين لهجته في أول لقاء مع ممداني

{title}
بلكي الإخباري

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة، في 21 نوفمبر 2025، في لقاء وُصف بأنه أكثر ودّية مما كان متوقعًا بعد أشهر من التصريحات العدائية المتبادلة بين الطرفين.

 

 

وبعد اجتماع قصير بعد ظهر الجمعة، دخل الصحفيون إلى المكتب البيضاوي ليجدوا ترامب جالسًا إلى مكتبه، بينما يقف ممداني إلى جانبه، وكلاهما يبتسمان ويتحدثان عن اجتماع مثمر.

 

وبينما أقرّ الجانبان بوجود خلافات عميقة في ملفات عديدة، أكدا أنهما وجدا أرضية مشتركة في قضايا تمس سكان نيويورك مباشرة، تشمل السلامة العامة، وتكلفة المعيشة، وبناء المزيد من الوحدات السكنية، وتحسين التعامل مع الجريمة.

 

قال ترامب خلال اللقاء: "أتوقع أن أساعده، لا أن أؤذيه. مساعدة كبيرة." وأضاف: "نتفق على أمور أكثر مما توقعت." وعندما سُئل عما إذا كان سيشعر بالراحة في العيش مجددًا في نيويورك تحت إدارة ممداني، ردّ بأنه سيكون مرتاحًا بالفعل بعد اجتماع الجمعة.

 

ممداني، وهو عضو في مجلس الولاية وذو توجهات اشتراكية ديمقراطية، كان قد قلب المؤسسة الديمقراطية رأسًا على عقب خلال الصيف عندما أطاح بالحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية، ثم تجاوزه مرة أخرى في الانتخابات العامة.

 

ولم يتردد خلال حملته في مهاجمة ترامب، متعهدًا أن يكون "أسوأ كوابيسه" وأن يحوّل نيويورك إلى مدينة "مضادة لترامب".

 

في المقابل، هاجم ترامب ممداني مرارًا خلال الحملة، واصفًا إياه كذبًا بأنه "شيوعي بنسبة 100%"، بل وهدّد باعتقاله عندما تحدث ممداني عن التصدي لوكلاء الهجرة الفدراليين داخل المدينة. وردّ ممداني حينها بوصف تصريحات ترامب بأنها "تهديد للديمقراطية" و"ترهيب سياسي".

 

وعلى الرغم من التصعيد السياسي، كشف ممداني هذا الأسبوع أن فريقه هو من طلب عقد اللقاء مع ترامب، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعد "إجراءً معتادًا" بين الرئيس ورئيس بلدية نيويورك المنتخب نظرًا للعلاقة المتشابكة بين الطرفين.

 

وقال في تصريحات لقناة MS NOW: “تواصل فريقي بسبب التزام قطعته لنيويوركيين بأنني سألتقي أي شخص طالما كان ذلك لصالح 8.5 مليون شخص يعيشون في هذه المدينة الباهظة.”

 

ترامب من جهته كان قد أبدى انفتاحًا على اللقاء، قائلاً: "نريد أن يسير كل شيء على ما يرام بالنسبة لنيويورك"، رغم أنه كرّر قبل أيام وصف ممداني بأنه "شيوعي". وكان ترامب قد أيّد منافس ممداني في الليلة السابقة للانتخابات، بل وهدّد بحجب التمويل الفدرالي عن المدينة إذا فاز.

 

رسائل جديدة داخل المكتب البيضاوي: لهجة مختلفة بالكامل

خلال اللقاء، نقل صحفيون من البيت الأبيض أن ترامب وممداني تحدثا بنبرة إيجابية بشكل مفاجئ. وقد صرّح ترامب: “سنكون بصدد مساعدته… نحن نتفق على أمور أكثر مما اعتقدت.”

وقال أيضًا: “أعتقد أنكم ستحصلون على رئيس بلدية رائع. كلما كان أداؤه أفضل، كنت أكثر سعادة.”

 

وعندما سُئل ترامب إن كان ما زال يعتقد أن ممداني "شيوعي"، ردّ بأنه سيغيّر موقفه، مضيفًا: “بعض آرائي تغيرت. أشعر بثقة كبيرة أنه قادر على القيام بعمل جيد.”

وذهب ترامب أبعد من ذلك حين قال إنه سيكون "مشجعًا" لممداني، واصفًا إياه بأنه "شخص عقلاني".

 

وخلال المؤتمر الصحفي، عندما سُئل ممداني إن كان ما يزال يتمسك بوصفه لترامب بأنه "فاشي"، قاطعه ترامب قائلاً: "يمكنك أن تقول نعم، هذا أسهل". ورد ممداني بتردد: "نعم".

 

وقال ترامب لاحقًا: “لقد نعتوني بما هو أسوأ بكثير من مستبد، لذا الأمر ليس مهينًا.”

 

نقاط اتفاق: الجريمة، تكلفة المعيشة، والنقل

قال ترامب إنهما تحدثا عن الجريمة أكثر من ملف الهجرة، وإنهما متفقان على ضرورة خفض معدلات الجريمة في المدينة.

وسُئل ممداني عن اختياره السفر بالطائرة بدلًا من القطار، الذي يُعد أكثر صداقة للبيئة، فقال إنه يسعى لجعل جميع وسائل النقل أكثر تكلفة ميسّرة لسكان المدينة. وتدخل ترامب مدافعًا عنه قائلاً: “إنه يعمل بجد… والرحلة طويلة جدًا. سأدافع عنك.”

 

وقال ممداني إنه تحدّث إلى ناخبين صوتوا لترامب بدافع القلق من ارتفاع تكاليف المعيشة، وإنه يريد التعاون مع الرئيس لمعالجة الأزمة.

 

اتفاق حتى في السياسة الخارجية

وعندما سُئل ترامب عن لبنان والشرق الأوسط، قال إن "حزب الله مشكلة"، مؤكداً أنه وممداني متفقان على ضرورة إحلال السلام. وأضاف ممداني أن الناخبين يريدون نهاية "لحروب لا تنتهي" ومعالجة أزمة المعيشة.

واختتم ترامب المؤتمر الصحفي بالقول: “آمل أن نلتقي مجددًا. لقد كان اجتماعًا رائعًا.”

وقد ركّز الطرفان طوال اللقاء على رسائل التعاون، مؤكدين أن مصلحة سكان نيويورك—خصوصا في ملف تكلفة المعيشة—ستكون نقطة الارتكاز في العلاقة بينهما خلال المرحلة المقبلة