علا الشربجي تكتب :- كفى عبثاً: المؤثرون “المزعومون” في الأردن… وصمة عار يجب اقتلاعها فورا

لم يعد مقبولا ما يجري على منصات التواصل و لا هو مجرد ظاهرة مزعجة… بل أصبح إهانة مباشرة للأردن وشعبه.
فئة من الأشخاص خرجت من الظلال إلى الضوء، ليس لأنها مبدعة ولا لأنها مثقفة… بل لأنها تتقن الصراخ، وتعرف كيف تستعرض التفاهة بثقة وصوت عالٍ.
من غير المقبول أن يتحول الأردن، بتاريخِه وهيبته وقيمه، إلى خلفية لعرض رخيص يقدمه أفراد لا يدركون معنى المسؤولية.
هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم “مؤثرين” لا يمثّلون الأردن، ولا يشبهون أهله.
بل تحولوا إلى وصمة عار إلكترونية، تشوه اسم البلد في كل مرة يفتحون فيها بثاً أو يصوّرون مقطعاً هدفه الوحيد: الترند.
كيف يُعقل أن تريندات بلد كامل تُصنع على يد أشخاص لا يملكون أدنى قيمة معرفية أو خلقية؟
كيف يُسمح لهذه الفوضى أن تستمر وكأنها شيء طبيعي؟
هل يرضى الأردني الحقيقي أن تُختصر صورة وطنه في فيديو سطحي يقدمه شخص يبحث عن شهرة لحظية؟
قطعاً لا.
المشكلة لم تعد في أن هؤلاء يقدمون تفاهة… المشكلة أنهم أصبحت لهم جرأة على تجاوز الخطوط الحمراء:
نشر محتوى يسيء للحياء العام.
التهافت على الإعلانات المضللة.
تصوير الأردن وكأنه ساحة عبث وليست دولة محترمة.
تقليد سلوكيات لا تمت لأخلاق الأردنيين بصلة
إضافة إلى الـظاهرة المستفزة : كلما لم يُعرَف مؤثر معيّن، يتم إلصاق الجنسية الأردنية به للتعريف، كما يحدث مع أم فلان و المؤثره فلانه _مع اني لا أؤمن أبدا بكلمة مؤثر لهذه الشخصيات _ فإذا لم يعرفها أحد، يُقال ببساطة: هذه الأردنية.
وكأنهم يقولون للعالم: “هذه هي الأردن!”.
وهي كذبة…
كذبة كبيرة يجب إسقاطها.
لكن السؤال الاهم : لماذا السكوت؟ ومن المستفيد؟
السكوت على هذه الظاهرة خطأ فادح.
كل دقيقة تمرّ دون محاسبة تزيد الضرر، وتمنح أصحاب المحتوى المسيء جرأة أكبر.
وراء “الإعجابات” و“المشاهدات” يوجد مراهقون يتعلمون أن التفاهة طريق للنجاح، ويوجد مجتمع يُصدّر عنه أسوأ صورة.
الوضع لم يعد يحتمل كلمات ناعمة ولا حلول وسط،
الأردن ليس دولة تُترك صورتها لتجار الشهرة الرخيصة.
إذا … ما الحل
الحل: يد صارمة… وليس توصيات
يجب أن يكون هناك:
قانون صارم ينظم عمل صانعي المحتوى
محاسبة حقيقية لأي تجاوز يمسّ سمعة الأردن.
إزالة المحتوى المسيء فوراً.
غرامات وإجراءات ضد من يضلل الجمهور أو ينشر الانحطاط
عدم السماح لأي شخص بممارسة التأثير دون ترخيص ومسؤولية.
و من يقول حرية رأي و تعبير فليذهب إلى مائدة ام نمر و يجلس و يأكل معها
هذه ليست حرباً على الحريات…
هذه حرب على الابتذال وعلى الإساءة المتكررة للأردن
قل لي مؤثر مثل سيد جبيل محلل سياسي يشرح المجريات بأبسط ما يمكن ، احمد الشقيري غني عن التعريف و كم يلامس القلب و يحببك بالدين و بالله ، خالد العطاس تستمع اليه و كأنه على علم بكل مشاكلك و همومك مسبقا ، صالح المغامسي داعيه متزن زرين بالطرح ، احمد جمال الأزهري شاب يقدم محتوى هادف بطريقة هادئه راقيه متزنه …
نعلم تماما و العالم يستغرب و يعي ان الأردن لا يشبه ما يقدمه هؤلاء…
والأردنيون أشرف وأرقى من أن يُمثلهم مهرجون إلكترونيون.
لقد آن الأوان لاقتلاع هذه الظاهرة من جذورها.
آن الأوان لوضع حدٍّ صارم، لأن احترام الوطن ليس خياراً…
بل واجب على كل من يعيش فوق ترابه.



















