"رموز من محافظة" الكرك(الدكتور يعقوب الزيادين)

كلمة الكاتب الأردني الدكتور موفق محادين، رئيس رابطة الكتاب، في تأبين الدكتور الراحل يعقوب الزيادين عام ٢٠١٥
كلمة رائعة بكل ما حملت الكلمة من معنى
سلاما يعقوب
وانت كما انت
كماء الورد، كالعطر
كعود الند والقمح والسكر
كلما هبت على مؤاب الهبوب
قلبك تفاح ، وطيفك أخضر
في قهوة الصباح نراك
في البيانات ، ونشرة الاخبار، هنا وهناك
في المواعيد، في الاشياء، في الاسماء
في قمر المساء
مساؤك طيب يا حبيب يا يعقوب
يا ابن الناس والاجراس
ترن ترن في الارجاء
المجد للشهداء في الاعالي
وعلى الارض السلام
وفي العمال المسرة
وانت كما المعلم في العشاء الاخير
كم انكروك قبل صياح الديك، مرة واثنتين واكثر
ولا سواك سواك، لم تقل افاً على الصليب ولم تنكر
كم راودتهم نساء العزيز وبلاطه، ولم تراودك
كم اخذتهم لعبة الالوان ، وربيع كريح السموم وما اخذتك
الوانك ، اشجارك ، حمراء كالاقحوان واقفة كالسنديان
كدفاتر اليسار ، والبيان الخالد يطوف من جديد.
يا عمال العالم اتحدوا
يا معلم يا يعقوب
وقد صرنا إلى السبع العجاف واصحاب الاخدودفي سورة البروج
رجعيون، أطلسيون ، مكابيون ،برتقاليون ،ليبراليون، فاشيون، انتهازيون، عثمانيون، تكفيريون
لم يتركوا طيراً ولا شجرا، ولا حجرا على حجر
غربان ترمي بشرر وولائم لاعشاب البحر على مد النظر
إنما يا معلم
يمر هذا الليل كغيره يمر
ولن يطولوا، في الشام واليمن لا بلحا ولا عنبا
أرض كما الأنجم تعانق السحبا
وحماة الديار ، عليهم سلام بالدم يحمونها وينثرون حولها الشهبا
في بستانك زرع ليس مثله زرع
واشجار بلا خطايا
وكرمة تفرح قلب الانسان
رمان وسندس واستبرق
وفي بستانهم يحوم الموت والارهاب
وتقطف الرقاب وتحرق الكتب
ايامنا ايامك يا يعقوب
من المحيط الى الخليج
الشاكوش والامال والمنجل، فهل ننسى
وايامهم، ايام ، لاتعد البهائم فيها ولا تحصى
من كل حدب وصوب وفج عميق
خرافات مسطرة، وقطعان لاتسمع ولاتجيب
وقناطير مقنطرة
سكاكين وبلطات لامعات وجنازات
وقد اسمع الاموات فيها كل حي ، ولكن لاحياة لمن تنادي
فقد الهاهم التكاثر، وصارت المقابر على قدر المنابر
دم يا يعقوب
دم على فلسطين
على قبية ودير ياسين
دم على ميسلون
على مدن الملح والبر البعيد
دم على صناديق الاقتراع ، وقبة البرلمان
على شوارع عمان
يوم السبت ، 16 تشرين الثاني
دم على الجفر ، والزنازين
دم على تولستان، في غرفة التعذيب،
والخبير الالماني
دم على اريحا ، والاتحاد المريب
دم على الكيلاني وعلى الرفاق خلف الخيل الموريات،
واعقاب البنادق
دم على المحابر والدفاتر والمشانق
اميل توما ، فؤاد نصار، محمود الموسى
ورجاء أبو عماشة
مهدي عامل، والشيخ الجليل، في لبنان
ناصر السعيد في الأسيد
يوسف سلمان، وعبد الكريم قاسم من جنين الى تموز العراق
الشفيع وعبد الخالق، وهاشم العطا،
الضابط الشجاع في السودان
ومن اقاصي الأرض
شافيز يهديك السلام
دم على راية الانصار، ومعسكر الخيام
دم على دفاتر اليسار
فهد العبيدي، فهد عواد
جلال النحاس ، شربل الخيطان
الدردور في ترشيحا ، حمدان الهواري ،
احمد المجالي وزياد الشنطاوي:
بالاخضر، بالابيض
بالاسود، بالاحمر كفناه…
ويعلو النشيد ويعود:
قسما بالورد بالسنابل
سنقاتل، كلنا نقاتل
هي سنة الكون يا يعقوب
مذ قال الله للدنيا كوني فكانت
وصار الناس على دين اسلافهم
على قدر اهل العز م تؤتى العزائم
وعلى قدر اهل الجهل تؤتى الجرائم
سلاما يعقوب مع الراقدين في سفح شيحان
ينثني عليك السفح، الهوينا الهوينا
وياتيك بالاخبار مع حبات الندى ، ومن يوافيك منا واحدا واحدا…..
تضمنا اليك إلى خافقيك مسكا وعنبر
وتنبض فينا شيحا وزعتر
د موفق المحادين



















