القضاة ترد على العياصرة : حلّ العنوسة بتعدد الزوجات” يشبه تمامًا اقتراح تركيب باب جديد للبيت بينما السقف نفسه واقع

كتبت الإعلامية رحاب القضاة :
قرأتُ مقالًا اليوم ، يقترح حلّ “العنوسة” عبر تعدد الزوجات… ، وشعرت للحظة كأنني في برنامج مقالب “كنا نمزح!” لأن هذا الطرح بصراحة يشبه اقتراح “إطفاء حريق الوطن بسكب بنزين عليه”.
المجتمع الذي ربّى بناته بحرص وعلّمهن وسهر على تفاصيلهن ووضع في كل واحدة منهن عمرًا كاملًا من التربية والوعي والكرامة… ليس منطقي يجي يقوله اليوم: “معقول بعد هالعمر نبعث بنتكم على زواج بالشراكة؟ تدخل على بيت فيه زوجة أولى وثانية وتطلع منّه محمّلة بكل أنواع العقد النفسية؟”
هذا مش حل… هذا إعلان رسمي لفتح باب دراما تكفي لإنتاج عشرة مسلسلات في رمضان.
والأطرف من هيك… إن المواطن اللي مش قادر يفتح بيتًا واحدًا لأنه الراتب آخر الشهر بعمل انتحار جماعي بدنا نقنعه يفتح ثلاث بيوت؟!
يعني إذا جيبته بتصرخ “رحمًاك يا رب” بدنا نسمعها تصرخ بثلاث طبقات صوت؟
الموضوع مش تحدي “أقوى رجل بالعالم” ولا مسابقة “مين بقدر يدفع أكثر”
التعدد بدون ثبات مالي ووعي نفسي وعدالة حقيقية… هو مشروع انفجار عاطفي واجتماعي من أول أسبوع.
أما الحلول الفعلية لظاهرة تأخر الزواج فهي أبسط من محاولة إدخال المجتمع في لعبة Jenga أسرية:
نحتاج بيئة اقتصادية تخلي الشاب قادرًا يتزوج بدون ما يبيع كليته ونحتاج تمكينًا للمرأة حتى تكون شريكة حقيقية مش عبئًا إضافيًا ونحتاج زواجًا قائمًا على وعي واتفاق لا على خوف من لقب “عانس”.
نحتاج تعليمًا يفتح العقول وثقافة توقف التنمّر على غير المتزوجين وتخفف الشروط الخيالية للمهر والبيت والصالون والحفلة..الخ… وتعيد الزواج لحقيقته: علاقة بين اثنين… مش سلسلة إنتاج عاطفية من ثلاث طوابق.
المجتمع لا يُعالج مشاكله بإضافة زوجة… ولا تُشفى الروح عبر المزيد من النساء… ولا تُحل الأزمات الاجتماعية بحلول التوزيع.
الحل الحقيقي هو بناء إنسان قادر وامرأة مستقلة وظروف تسمح للحب أن يحدث بلا ضغط… لا بوضع فتاة بين زوجة أولى وثانية وتقول لها: “هاتي دورِك”.
هذا ليس حلًا… هذا عنوان لمسلسل كوميدي… نهايته دائمًا بكاء.
ورسالتي الأخيرة كما قالوا قديماً.



















