نوف منير الور : الوطن إرث ومسؤولية

لكل وطن تاريخ، ولكل حضارة جذورها، لكن قليلا من الدول تتمكن أن تظل صامدة قرونًا طويلة، محافظة على هويتها واستقرارها. الأردن، هذا الوطن العزيز، مثال حي على الصمود والاستمرارية، قرن وأكثر، حيث تُسطر صفحات من العمل الدؤوب والالتزام بالقيم والأخلاق، لتشكل مجتمعة صورة وطن يعيش ويزدهر بفضل أبنائه.
هي دلالات أردنية وثقتها كلمات وزير الإعلام الأسبق، الأستاذ سميح المعايطة، والرئيس الفخري لجمعية البيئة الأردنية خلال كلمته بافتتاح فعاليات المؤتمر البيئي الوطني الثالث، إذ قال: "الوطن لم يولد صدفة، ولا توجد مملكة تدوم قرنًا كاملًا ويكون ذلك صدقة".
هذه العبارة، كما أشار معاليه، ليست مجرد مقولة رجل وطن، حمل مسؤولية كل ما عبر به خلال مسيرة حافلة من العطاء والنجاح، وإلى مزيد، بل هي تأكيد على أن استمرارية الأردن لم تأتِ عبثًا، بل هي حصيلة جهود متواصلة، وتضحيات مستمرة، وقيم راسخة، تمثل أساسًا لكل ما يحققه الوطن اليوم من تقدم واستقرار.
فالاستمرارية الوطنية تعتمد على الالتزام الأخلاقي والسلوك الحضاري لكل فرد من أبناء المجتمع، وهو ما يعكسه قوله: "كل تصرف هو خلق مزروع ... وأخلاق الأردنيين حميدة".
فالأخلاق هنا ليست مجرد مبدأ معنوي، بل هي أساس حماية الوطن وموارده، بما في ذلك البيئة التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
وفي سياق المؤتمر، شدد معاليه على أن حماية البيئة مسؤولية جماعية، تمتد لتشمل كل فرد، وكل مؤسسة، وكل جهة فاعلة في المجتمع. فكل خطوة صغيرة نحو المحافظة على البيئة، وكل تصرف يعكس قيم التعاون والانتماء، يسهم في تعزيز صورة الوطن داخليًا وخارجيًا، ويضمن للأجيال القادمة حياة كريمة ومستدامة.
ولذا، يقدم المؤتمر منصة مهمة لتبادل الخبرات، وطرح المبادرات والابتكارات الوطنية التي تدعم حماية البيئة، وترسخ مفهوم المواطنة الصالحة التي تتماشى مع القيم الأردنية الأصيلة.
إن ما جاء في كلمة الاستاذ سميح المعايطة يوضح أن الأردن ليس مجرد أرض، بل هو كيان حي يستمد قوته واستمراريته من أبنائه الملتزمين بالأخلاق والقيم. فكل تصرف إيجابي، وكل مبادرة وطنية، وكل جهد فردي أو جماعي هو لبنة في صرح الوطن، يعكس وعي المجتمع بأهمية البيئة واستدامتها.
إن الحفاظ على الوطن والعمل من أجل مستقبل أفضل أيضاً ليس صدفة، بل هو واجب جماعي يستند إلى الأخلاق، والعمل الدؤوب، والانتماء الحقيقي



















