الدكتور المعايطه ينصح و يحذر : هل تعود ايام كورونا إلى الواجهة: المتحوّرات الجديدة… ولماذا يجب العوده للكمامة الآن

بقلم الدكتور محمد علي المعايطة
جامعة البترا
في الوقت الذي يظن فيه البعض أن جائحة كورونا أصبحت صفحة من الماضي، تعيد الفيروسات المتحوّرة نفسها إلى الظهور، محذّرة من موجات محتملة قد تعيد رسم المشهد الصحي عالميًا. فالعالم يشهد اليوم عودة اهتمام المنظمات الصحية الدولية بعد رصد متحورات جديدة من SARS-CoV-2، أبرزها المتحور NB.1.8.1، والذي يتوسع بثبات في عدة دول ويُصنّف ضمن “المتحورات قيد المتابعة”.
الفيروسات موجوده لا محاله لا محاله لا محاله
ورغم أنّ التقارير الحالية تحذر إلى زيادة شدة المرض مقارنة بالموجات الأولى، إلا أن قدرة المتحورات الجديدة على الانتشار السريع، وتسجيل ارتفاعات محلية في نسب الإيجابية، تجعل الخبراء يؤكدون أن الفيروس لم يخرج من المشهد بعد ، بل يغيّر شكله ويحاول البقاء.
تشير نشرات المتابعة العالمية إلى عدة متحورات ناشئة، أهمها:
• NB.1.8.1: الأكثر ملاحظة في الأشهر الأخيرة، مع تزايد في الانتشار الإقليمي.
• LP.8.1 وأفرع أخرى: متحورات تراقبها منظمة الصحة العالمية لقياس قابليتها للانتشار.
• XFG ومتحورات جينية إضافية: في مرحلة التقييم لرصد أي تغيّر في سرعة الانتقال أو شدة المرض.
هذه الأسماء قد تبدو معقدة للقارئ، لكنها تمثل في الحقيقة لغة الفيروس في محاولته إعادة تشكيل نفسه كي يضمن استمرار وجوده. وكل تغير ، حتى لو طفيف ، قد يؤثر على قدرة هذا الفيروس على الانتشار أو الهروب المناعي.
السؤال الأهم: هل نحتاج الكمامة من جديد؟
الإجابة المباشرة: نعم… بحسب المكان والظرف والمخالطة.
فالكمامة ليست رمزًا للجائحة، بل أداة تخفّض سرعة انتقال الفيروس، خصوصًا في الأماكن التي يكون فيها الهواء “مشتركًا” بين عدد كبير من الناس.
وقد أثبتت التجارب خلال الموجات السابقة أن ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة يقلل احتمالية العدوى، ويخفف الضغط على الأنظمة الصحية، ويمنع الانتشار الكتلي الذي يسبق عادة إعلان “موجة عالمية”.
ومع ظهور متحورات جديدة، تعود الوصية الأساسية إلى الواجهة:
ارتداء الكمامة في الأماكن عالية الخطورة ليس ترفًا… بل مسؤولية صحية.
إذا يصبح ارتداء الكمامة ضرورة
• عند ارتفاع الإصابات في منطقتك أو ظهور متحور جديد محليًا.
• في المستشفيات والمواصلات العامة والتجمعات المغلقة.
• عند زيارة كبار السن أو المرضى المزمنين.
• أثناء السفر أو التواجد في مطارات ومحطات مكتظة.
• إذا كنت تعاني ضعفًا في المناعة أو تعيش مع شخص عالي الخطورة.
الكمامة لا تزال حتى اليوم من أسهل الأدوات وأكثرها فعالية، خاصة عندما تكون من نوع N95 أو KN95 أو كمامة طبية محكمة.
رغم كل ما مرّ به العالم، فإن الفيروس يثبت لنا مرة بعد أخرى أنه خصم طويل النفس. فالمتحورات الجديدة لا تعني العودة إلى نقطة الصفر، لكنها تذكير قوي بأن الصحة العامة مسؤولية مشتركة — وأن الإجراءات البسيطة مثل الكمامة ما زالت قادرة على منع كثير من الألم والخسارة.
قبل أن يصبح المتحور القادم جائحة جديدة، يبقى الاحتياط واجبًا، والكمامة أوّل خطوط الدفاع.
د. محمد علي المعايطة
جامعة البترا – عمّان
الأردن



















