العرضُ الرّسميُّ الأوّل لفيلم “جوهرةُ الصّحراء – ديرُ القدّيسة كاترينا”… عملٌ أردنيٌّ يُنيرُ تاريخَ أحدِ أقدسِ مواقعِ المسيحيّةِ في العالم

في أمسيةٍ مفعَمَةٍ بالرّوحانيّةِ والثّقافة والفنّ، احتضن مسرحُ الحسين الثّقافي في العاصمةِ عمّان مساءَ أمسِ حدَثًا استثنائيًّا في تاريخِ الإنتاجِ السّينمائيّ الأردني، تمثَّل في إطلاقِ العرضِ الرّسميّ الأوّل للفيلم الوثائقي–الدّرامي "جوهرةُ الصّحراء – ديرُ القدّيسةِ كاترينا" وهو أوّلُ فيلمٍ مسيحي أردني يعيد تقديمَ سيرةِ القدّيسةِ كاترينا وتاريخَ ديرِها العريق في سيناء برؤيةٍ سينمائيّةٍ حديثةٍ تجمعُ الدّراما بالتّوثيق، والصّورةِ بالجمالِ الرّوحي.
جاءَ هذا الحدثُ برعايةٍ روحيّةٍ من غبطةِ البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثّالث بطريركِ المدينةِ المقدّسةِ أورشليم وسائرِ أعمالِ فلسطين والأردنّ، وبحضورِ صاحبِ السّيادةِ المطران خريستوفوروس، مطرانِ الأردنّ للرّومِ الأرثوذكس، إلى جانبِ حشدٍ كبيرٍ من أصحاب المعالي والعطوفة والسّعادة، والآباء الكهنة، وشخصياتٍ ثقافيّةٍ وإعلاميّةٍ وفنّيّة.
وقد تألّقتِ الفنّانةُ الأردنيّة القديرةُ سهير فهد في عرافَةِ الحفل، مضيفةً على الأمسيةِ حضورًا فنّيًّا رفيعًا يليق بالمناسبة. فيما قدّم الأبُ صفرونيوس حنّا، مخرجُ الفيلم، كلمةً استعرض فيها التّجربةَ الإنتاجيّةَ الفريدةَ التي امتدّت عامًا كاملًا من العمل المتواصل بين سيناء، وادي رم، جرش، والقدس، مؤكِّدًا أنّ الفيلمَ لم يكن مجرّدَ مشروع تصوير، بل رحلةً روحيّةً عميقة، ومحاولةً لالتقاطِ ما تخفيه الصّحراء من نور، وما تحمِلُه من إرثٍ وإلهامٍ يمتدّان عبر القرون.
بعد عرض الفيلم، ألقى المطران خريستوفوروس كلمةً مؤثّرةً أثنى فيها على الجهد الكبير المبذولِ في إعداد هذا العمل، معتبرًا أنّ الفيلم يتجاوز حدودَ الفنِّ ليصبح شهادةَ إيمانٍ ورسالةً ثقافيّةً روحيّةً تعبّر عن قداسة المكان، وعمقِ التّاريخ، وقوّة الارتباط بين الإنسان وإيمانِه وتراثِه الرّوحيّ. ونقل سيادَتُه بركاتِ وأدعيةَ صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثّالث إلى فريق العمل وجميعِ الحاضرين، مبارِكًا هذا الإنجازَ الأردنيّ الذي يشكّل محطّةً مضيئةً في المسيرةِ الإعلاميّةِ والرّوحيّةِ للمحطِة الأرثوذكسيّة، ويفتح نافذةً جديدةً على تاريخ المسيحيّةِ في الشّرقِ ودور الأردنِّ المحوري في الحفاظ على إرثها.
وفي ختام الأمسية، جرى تكريمُ الجهاتِ الرّسميّةِ والشّركاء الذين أسهموا في دعم وإسناد هذا المشروع الكبير، وفي مقدّمتِهم: وزارةُ السّياحة والآثار الأردنيّةِ والهيئة الملكيّةِ الأردنيّة للأفلام والسّفارة المصريّة في الأردنّ
كما جرى تكريم الدّاعمين الذين وقفوا إلى جانب فريقِ العمل، تقديرًا لإسهامهِم الكبير في إنتاج فيلمٍ هو الأوّلُ من نوعِه في الأردنّ والمنطقة من حيث عمقِه الرّوحيّ وجودةِ إنتاجِه وطابِعه الدّرامي التّوثيقيّ المتميّز، وهم: الآنسة كاترينا أشرف النّمري و السّيّدة نيبال النّمري، قدس الأرشمندريت أثناسيوس قاقيش، قدس الأرشمندريت أندراوس شاميّة، السّيّد نبيل بطشون، السّيّد باسم فرّاج، الآنسة ناديا شنوده، السّيّدة سيرين قمصيّة، السّيّد طارق الكور، جمعيّة شبيبة الأردنّ للدّراما.
ويأتي فيلُم "جوهرةُ الصّحراء – ديرُ القدّيسةِ كاترينا" ليُعيدَ إحياءَ أقدمِ الأديرةِ الحيّةِ في العالم والمسجَّل على قائمةِ التّراث العالميّ لليونسكو، مقدِّمًا للجمهور تجربةً بصريّةً وروحيّةً تجمع بين جمال المشهد، وثراءِ التّاريخ، وعمقِ الرّسالة، في عمل يُرسّخ موقعَ الأردنِّ كمركزٍ رائدٍ في الإنتاج السّينمائي الرّوحي في المنطقة.
















