+
أأ
-

نيفين عبد الهادي : نجاحات النشامى رياضية.. وأكثر

{title}
بلكي الإخباري

بعد إطلاق صافرة الحكم لآخر مباريات كأس العرب 2025، بحضور أردني من نشامى المنتخب الوطني متميّز، وبأعلى درجات التميّز والأداء الرياضي، الذي لا نبالغ بوصفه «ولا غلطة»، تبدأ مرحلة جديدة، فقد بدأ النشامى عهدا جديدا بمعنى الكلمة، لجهة الرياضة الأردنية بطبيعة الحال، علاوة على أن نجاحات النشامى في هذه البطولة فتحت أبوابا متعددة على صعد مختلفة يجب استثمارها على الصعيد السياحي على سبيل المثال والاستثماري، وحتى الدراما والسينما، وإعلاميا، وغيرها من المجالات التي وضع لها النشامى عهدا جديدا بلمسة رياضية كروية.

بعد النجاحات الاستثنائية التي حققها المنتخب الوطني خلال كأس العرب 2025، وبعد الأداء المتميز رياضيا وتنظيميا وأخلاقيا، كل هذا ليس إنجازا رياضيا فحسب، على أهميته الكبرى والعظيمة، بل يجب أن يُنظر له على أنه إنجاز وطني، ينعكس على ما أبعد من الجانب الرياضي الذي حقق بميدانه النشامى نجاحات ضخمة، فبعد التميّز الرياضي هناك الكثير مما يجب الأخذ به على محمل المتابعة، وعكس هذه النجاحات على قطاعات أخرى، لاسيما وقد مهّد النشامى طريقا للكثير من المجالات التي ستشهد تغييرات جذرية فرضها المنتخب الوطني، ما يتطلب التقاطها والبناء عليها لما فيه الصالح العام والاقتصاد الوطني.

اختصر النشامى طرقا طويلة للتسويق في قطاعات متعددة، ووضعوا المملكة الأردنية الهاشمية على خارطة عربية ودولية، بمجالات متعددة أبرزها السياحي، وغدت المملكة الأكثر بحثا في مؤشر البحث جوجل، في حين بات الأردن كذلك «ترند» لمدة أكثر من شهر نتيجة لانتصارات النشامى، وكل هذا حقيقة يختصر جهودا وخططا وبرامج لتسويق قطاعات متعددة محليا، وضعها النشامى في أول سطور هذه القطاعات على المستويين العربي والعالمي، ما يجعل من نجاحات المنتخب لا تقتصر على الجانب الرياضي فحسب.

وإذا ما تحدثنا عن زيادة المحتوى الرياضي إعلاميا، فنحن عندها نتحدث عن تميّز وطني يبرز الصورة الإيجابية للأردن كدولة مستقرة وداعمة للشباب، وللتميز وللنجاح، ويعزز من صورة الأردن على مستوى عالمي بأنه بلد قادر على الإنجاز والعطاء والتميز، في زمن تشهد به المنطقة اضطرابات بقي بها الوطن عظيما متقدما نحو الأفضل، صانعا لأمجاد لا تنتهي ولا تتوقف، حقيقة قدّم النشامى صورة مشرّفة للوطن على المستويين العربي والدولي، وكل هذا يدفع باتجاه حتمية البناء على نجاحات النشامى بقطاعات متعددة.

وفي السياق ذاته، علينا التأكيد على أن مباريات النشامى أبرزت الصورة الأردنية الحقيقية، حيث تحوّلت محافظات المملكة كافة لتظاهرات فرح ودعم وتأييد للنشامى، وفي ذلك رسالة عظيمة بأن الأردن عائلة واحدة، وحقيقة أكد لاعبو المنتخب الوطني على أن كرة القدم أداة تصل حدّ القوة الناعمة للوقوف دوما خلف الإنجازات الوطنية، يجب أيضا الأخذ بذلك على محمل المتابعة.

حقيقة نجاحات المنتخب الوطني في كأس العرب 2025 لم تنته مع إطلاق حكم مباراة الأمس صافرة انتهائها، إنما هي بداية صنعت مجدا، وشقّت دروبا عديدة لقطاعات حتما يُمكنها استثمار هذه النجاحات، وهذا التفوّق، هو حضور سيبقى تاريخيا، ويجب ألاّ ينتهي بل أن يكون بداية ذهبية لقادم مختلف رياضيا وعلى قطاعات أخرى متعددة وعلى الاقتصاد الوطني