+
أأ
-

فارس الحباشنة : ماذا يريد ترامب من غزة؟

{title}
بلكي الإخباري

ماذا يدور في رأس ترامب؟ لا دولة فلسطينية ولا حكم للسلطة الوطنية، ونهاية حماس وتجريدها من السلاح والسياسة، ولا مستقبل سياسي لغزة.

ترامب وعد بتحويل غزة إلى ريفيرا البحر المتوسط، وتحويلها إلى لؤلؤة الشرق الأوسط، وستقام على جثث وأشلاء ودماء وفوق ركام وإبادة فلسطينيي غزة.

ووعد بتدشين برج ترامب في قلب غزة.

صهر ترامب جاريد كوشنير، وهو صاحب فكرة تحويل غزة إلى ريفيرا، عبر عن عدم قدرته على تصور إقامة دولة فلسطينية كاملة الأوصاف في الضفة الغربية وغزة.

صحيفة وول ستريت في عدد نُشر قبل أيام أحيت الحديث عن مشروع «شروق غزة» للتقنيات المتطورة، ويمثل واحدًا من فصول خطة كوشنير في غزة. والمشروع يتطلب استثمار الخزانة الأمريكية بـ20% من التكلفة على مدى عشر أعوام، ويتطلع المشروع إلى شركاء مثل إيلون ماسك وشركة أوراكل. إنه المشروع والمخطط الأمريكي في غزة، ويقوم على مراحل، وحيث يتم وضع اليد على ملايين الأمتار المربعة لتأجيرها وتحويل غزة إلى منطقة عقارية متعددة الوظائف.

كوشنير عاد ليجدد حديثه عن ضرورة تسريع نشر قوات دولية في غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، وكضمانات لتسييل أفكار مشروعه ومخططه العقاري في غزة.

وفقًا لخطة كوشنير، فإن المنطقة الصفراء التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي داخل غزة سوف يقام المشروع عليها، وحيث سيتم بناء أبراج وفنادق ومبانٍ سكنية عالية الرفاهية وبُنى تحتية، وتأهيل شبكات الكهرباء والإنترنت، والخدمات الأخرى، وتحويل غزة إلى بقعة عقارية متقدمة ومركز ضخم للأعمال الذكية.

وفي طبيعة الحال، فإن الأراضي وشرعنة مستقبل غزة العقاري والتكنولوجي يملك قرارها وتطويبها باسم شركات عالمية كبرى متعددة الجنسيات، الرئيس الأمريكي ترامب، وبصفته رئيسًا لمجلس السلام في غزة، وهو مكلف بقرار من مجلس الأمن الدولي بإدارة غزة.

وفي ذاكرة التاريخ والاحتلال، نعود إلى بدايات تأسيس الكيان الإسرائيلي في فلسطين، وكيف منحت حكومة الانتداب البريطاني للمستوطنين اليهود الحق في التملك والتصرف بالأراضي الفلسطينية، وتأمين هجرتهم إلى فلسطين تمهيدًا لإعلان إقامة دولة الاحتلال. ترامب سوف يلتقي نتنياهو في منتجع مارا لاغوا نهاية الشهر الجاري.

ماذا يمكن أن ننتظر من لقاء ترامب ونتنياهو، وحيث يدفع ترامب في غزة إلى مقايضة عقارية، السكان مقابل الجغرافيا؟

رؤساء أمريكا أكثر ما باعوا الفلسطينيين وهمًا، وآخر فصل من مسلسل دبلوماسية ترامب تحويل غزة لريفيرا ومنطقة خمس نجوم شبيهة بكازينوهات لاس فيغاس