توقع استقبال 2026 بانخفاض في أسعار المحروقات

من المرجح أن يستقبل الأردنيون العام الجديد بانخفاض على أسعار المحروقات، يطال بشكل رئيسي مادة الديزل، انعكاسًا لتراجع أسعارها عالميًا واستمرار الضغوط النزولية في أسواق الطاقة، وفقًا لمطلعين وخبراء في الشأن النفطي.
وفي هذا السياق، قال الخبير في شؤون النفط فهد الفايز إن أسعار بعض المشتقات النفطية شهدت تراجعًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة، تمثّل بانخفاض يتراوح بين 15 و20 فلسًا على بنزين أوكتان 95، إضافة إلى تراجع على الديزل بما لا يقل عن 4 إلى 5 قروش للّتر، أي ما يعادل 40 إلى 50 فلسًا.
واعتبر الفايز أن هذا الانخفاض يُعد غير مألوف خلال هذه الفترة من العام، ولا سيما في شهر شباط الذي يشهد عادة ارتفاعًا في الطلب على الديزل لأغراض التدفئة. وأوضح أن هذا التراجع يعود، وفق قراءته للسوق، إلى تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا، والتي أتاحت للمصافي الإقليمية والدولية فرصة الاستحواذ على حصتها في أسواق المنطقة، ما أدى إلى وفرة نسبية في المعروض وانعكس مباشرة على انخفاض الأسعار.
وأشار الفايز إلى أن هذا التراجع قد لا يستمر طويلًا، مرجحًا أن تشهد أسعار المشتقات النفطية ارتفاعًا تدريجيًا خلال شهري شباط وآذار المقبلين لتعويض جزء من الانخفاضات الحالية، قد تصل نسبته إلى نحو 50–60 % من قيمة التراجع المسجل، في ظل استمرار تقلبات الأسواق العالمية والعوامل الجيوسياسية المؤثرة في قطاع الطاقة.
من جهته، توقع الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي أن تتجه الحكومة خلال تسعيرة أحد أشهر العام الجديد إلى إجراء تخفيض ملموس على سعر الديزل، انعكاسًا لهبوط أسعار النفط عالميًا واستمرار الضغوط النزولية على أسواق الطاقة.
وبيّن الشوبكي أن المؤشرات الأولية تشير إلى تخفيض متوقع على سعر الديزل بنحو 4.5 قرش للّتر، أي ما يعادل 90 قرشًا للتنكة، فيما يُتوقع تخفيض سعر بنزين أوكتان 95 بنحو 5 فلوس للّتر، مع تثبيت سعر بنزين أوكتان 90 دون تغيير.
وأوضح أن متوسط أسعار النفط العالمية خلال عام 2025 يتجه إلى تسجيل انخفاض يقارب 15 % مقارنة بمتوسط عام 2024، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب الصناعي، واستمرار وفرة المعروض، لا سيما مع عودة طاقات إنتاجية من دول "أوبك بلس" كانت خارج السوق خلال العام الماضي.
وأضاف أن الانخفاضات الأسبوعية المتراكمة في نشرة "بلاتس" لأسعار المشتقات النفطية خلال الأسابيع الأخيرة شكّلت عاملًا حاسمًا في تعزيز فرص التخفيض، خصوصًا على مادة الديزل، التي شهدت تراجعًا واضحًا في هوامش التسعير العالمية مقارنة بفترة الخريف.
بدوره، توقع الخبير في شؤون النفط هاشم عقل انخفاض أسعار البنزين بنوعيه بنحو 20 فلسًا للّتر، بنسبة تراوح بين 1.8 % و2 %، فيما رجّح انخفاض سعر الديزل بنحو 55 فلسًا للّتر، أي بنسبة تقارب %7.5، على أن تنخفض الأسعار محليًا بنسب مقاربة.
وأرجع عقل هذا الانخفاض المتوقع إلى هبوط أسعار النفط عالميًا، حيث يتجه متوسط أسعار النفط لعام 2025 إلى مستوى أقل من 60 دولارًا للبرميل، نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب الصناعي، واستمرار وفرة المعروض النفطي، إلى جانب ضعف الطلب الأوروبي واستقرار سلاسل الإمداد، رغم وجود بعض العوامل الجيوسياسية الضاغطة.
ويُذكر أن الحكومة كانت قد رفعت في بداية شهر كانون الأول الحالي أسعار البنزين بنوعيه بمقدار 5 فلوس للّتر، وسعر الديزل بمقدار قرشين للّتر، مع تثبيت سعر الكاز عند 620 فلسًا للّتر، والإبقاء على سعر أسطوانة الغاز المنزلي (12.5 كغم) عند 7 دنانير.
وبحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية، انخفضت أسعار المشتقات النفطية عالميًا خلال الأسبوع الثاني من الشهر الحالي مقارنة بالأسبوع الأول، حيث تراجع سعر بنزين أوكتان 95 بنسبة 1.9 %، وبنزين أوكتان 90 بنسبة 1.8 %، فيما انخفض الديزل بنسبة 2.8 %، والكاز بنسبة 3 %.


















