+
أأ
-

العشائرية والمجلس الثامن عشر

{title}
بلكي الإخباري د. حسين أبو العسل

مع اقتراب موعدنا مع الانتخابات النيابية  ما زلنا نتطلق من الضيق الى الأوسع

هذه العشائرية الاقليمية الضيقة التي ما زالت تسكن أعماقنا منذ بدايات القرن الماضي ... فلم يستطع الدين ولا العلمانية إذاباتها ... لنعيش بعدها بسلام, فترى أبناء العشائر في الاردن يرددون مقولة : " لابد أن يكون لعشيرتنا نائب " " أما آن الآوان أن يكون لنا ممثل في مجلس النواب" مهما كان لونة أو شكلة مهما كانت ثقافتة, المهم ان يكون لنا نائب أو على الأقل إجر كرسي في مجلس المقعدين

وبعدها ننطلق من محيط القرية لتكون القاعدة " لابد أن يكون لنا نائب يمثل قريتنا " فنحن منذ عشرات السنين مهضومي الحقوق ... وهذه السنة هي فرصتنا لإقتناص مقعدا في المجلس القادم

وتتسع الدائرة أكثر فأكثر لنبدأ بالحديث مجددا : لابد أن يكون لهذا اللواء نائبا في البرلمان وعلى قاعدة (مين ما كان يكون) فالأهم هو حجز مقعد نيابي نرفع رأسنا به

وبعدها نبدأ بإحتساب مقاعدنا في المجلس كأبناء أقاليم (كم نائب حصدنا من اقليم الشمال وكم من الوسط وكم من الجنوب) وأنا سأحتسب النسبه لكم كم نحن عشائريين واقليميين

حتى أن العدوى انتقلت الى التشكيلات الوزارية فتجد رئيس الوزراء المكلف يتيه في حيرته في إحتساب نسبة المحاصصة الاقليمية لإرضاء جميع الأطراف فيتخبط في التعيين لتظهر كل التشكيلات الوزارية السابقه عقيمه لأنها استندت بالأساس مبدأ المحاصصة ... وليس مبدأ الكفاءات

ومع كل هذه العشائرية والاقليمية الضيقه ... تجد أشد المثقفين فينا ينتهج السياسة الكربلائية في اللطم ... حيث تجدهم يتحدثون في المجالس العامه والخاصة أيضا عن الظلم الذي أصابنا من الحكومات على الصعيد البرلماني و الوزاري ... فنحن تعودنا اللطم و أصبحنا نتقن دور المظلوم ... فنحن خلقنا لنكون مظلومين

ثم نعود بعدها لندعي الوطنيه ... ندعي خوفنا على الوطن من الضياع ... وتجدنا على رأس الحراك ... في نفس الوقت ضد الحراك ... ننطلق من عشائريتنا متفاخرين ... ننتهج مبدأ المحاصصة دائما حتى على الصعيد العائلي

نطالب بالعدالة رغم عشائريتنا ... نطالب بالمساواه و نحن إقليميين ... نطالب بحقوقنا ونحن من أضاع الحقوق ... ننتقد دائما الآخر ونحن مضطجعين بجانب صوبة الفوجيكا نشاهد أحد الأفلام ... نطالب بنشر الدين ونحن مازلنا لا نتقن حتى الصلاة

لن نستطيع الإصلاح ما لم نصلح ما بداخلنا ... ولن يكون هناك صلاح في ظل هكذا عشائرية ... تحت قانون عقيم مجتزأ يرسخ العشائرية والاقليمية بكل تفاصيلها لذلك ستكون هذه الإنتخابات كسابقاتها عشائرية وليست نيابية.