فرام يكتب: الهواتف الخلوية

بلكي الإخباري
تدور عجلة التطور والتقدم التي تعتمد على منتجات العقل البشري بشكل متسارع يفوق مدى التوقع أو التصور، حيث تُرجمت أحلام كانت أعمدة من الخيال البشري لواقع ملموس، وقائمة الأمثلة على ذلك طويلة، خصوصا أن رحم الاختراعات بديمومة الجديد بلحظات الزمن، وربما المقاصة النهائية لما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي تنتهي بالنتيجة أن الفوائد ذات التأثير الايجابي تعوض عن السلبيات التي هي من صنع اليد والفكر البشري، فحقيقة الواقع المؤلم بوجود زاوية فكرية ضمن مساحة العقل البشري تختص بطرح المنغصات وتتغذى بالسلبيات حتى لا تصبح السعادة مظلة الدفء التي تحمينا من شمس الهموم وبرودة الأحلام، وقد كان لولادة الهواتف الخلوية وانتشارها بهذا الشكل المتسارع وبمتناول الأيدي، منعطفا آخر على مساق الحياة البشرية وبالرغم من المحافظة على تسميته كما ورد بشهادة مولده، فقد تعددت استخداماته بفضل التطور التكنولوجي والسباق المحموم بين الشركات الصانعة؛ تحول لمفكرة تحتضن جدول الالتزامات بشتى مجالاتها، منبه لتنظيم الوقت، مصدر تسلية لاحتضانه كمية كبيرة من وسائل الترفيه، قاموس لمفردات الحياة بشتى اتجاهاتها، كاميرا تصوير مع ذاكرة واسعة غير محددة لحفظ الصور أو لقطات الفيديو، مخزن للذاكرة يساعد على حفظ الملفات، بل والبرامج الجديدة التي أضيفت على الجيل من الهواتف الخلوية الذكية قد سمحت بإجراء المعاملات البنكية، حجوزات الطيران، وسيلة استدلال وإعلان رخيصة، وسيلة مساعدة لمختلف مرفقات الجهود الأمنية وخصوصا تلك المتعلقة بكشف الجرائم ومرتكبيها، وقد سمحت تقنياتها باستخدامها كوسيلة مراقبة لرجال الأعمال على مصالحهم، الوالدان بمراقبة سلوك أطفالهم بالروضة والمدرسة، وتحديد أماكن التواجد وطلب المساعدة، ويقيني أنني لن أستطيع تقسيط الفوائد المشتركة بين الهواتف الخلوية والبرمجيات الالكترونية التي انتهت بحقيقة تحويل العالم لقرية صغيرة بالرغم من خطورتها على العلاقات العائلية وانعدام فرص المحادثة والتفكير بالرغم أن ولادة الهاتف الخلوي ومروره برحلة نضوج عبر محطات الزمن يعد قفزة نوعية علمية وتقنية وفنية إبداعية وتواصلية اجتماعية واقتصادية كبيرة وهامة وخطيرة، وهو بكل المقاييس مكتباً متنقلاً محمولاً في الجيب يمكن بواسطته عقد الصفقات التجارية أو الخدمية وتحديد المواعيد أو تأجيلها أو إلغائها أو الاعتذار عنها في الوقت الملائم وبالتالي أصبح التلفون الخلوي ضرورياً لكل إنسان معاصر، فالتقنية والتقدم مطلب حضاري رائع لكن يجب أن نفهم طرق استخدامه والغاية منه.
هناك ثلاث شركات رئيسية تتنافس بتقديم خدمات التلفونات الخلوية على رقعة الأرض الأردنية، وهي شركات كبيرة وقد استثمرت مبالغ هائلة في سبيل توفير البنية التحتية المناسبة لتقديم هذه الخدمة التي أصبحت في قلب الضروريات الحياتية للفرد، وربما التنافس الشديد بين هذه الشركات لاستقطاب العدد الأكبر من المستخدمين والذي ينعكس على الدخل الربحي للشركات، جعلها تتسابق بطرح العروض بسخاء، فأسعار المكالمات الهاتفية بإنخفاض مستمر بواحد من فوائد التنافس لجني الأرباح، ولكن المؤسف أن الخدمات المقدمة لا ترقى لمستوى الطموح فهناك تفاوت كبير بين قوة التغطية في مختلف المناطق بالرغم من انتشار أبراج التقوية على اسطح المنازل، ومن تجربة شخصية متكررة يوميا عندما أحاول الاتصال ليكون الرد الصوتي المسجل بالاعتذار عن اتمام الاتصال بعبارة عدم التمكن من الوصول لهذا الهاتف الخلوي بتلك اللحظة لأعاود الاتصال فورا ويكون الجواب بعكس العبارة الأولى، أو أن محاولة الاتصال تنتهي بإغلاق فوري بدون تفسير بل والأسوأ من ذلك بإنقطاع المكالمة الهاتفية بدون مقدمات، وربما هذه أمثلة على أمور فنية متداخلة لا يوجد لها تفسير وبغير قصد بعد أن وصلت اسعار المكالمات الهاتفية لشاطىء الخدمة المجانية.
الأمر المؤسف والذي يشكل عتبا على جميع الشركات بموافقتها وتشجيعها على تقديم بعض الخدمات المدفوعة الأجر ويعكس سلوكا سلبيا مؤثرا يخلخل الثقة التي نالتها هذه الشركات ومنها تقديم خدمة للبعض تعطي انطباعا للمتصل بأن الهاتف المتنقل المطلوب مغلق حاليا، ولكن الحقيقة المؤسفة بإعطاء إشارة لصاحب الهاتف بوجود الاتصال الذي يمنحه حرية التصرف بين الرد أو الاقتناع بصدق رواية التمثيل بالهاتف المغلق، خدمة سمحت للبعض بممارسة شكل من أشكال التحايل تحت غطاء تقدمه شركات الخلوي مقابل رسوم مالية، وهو سلوك لا يختلف عن موافقتها على تقديم خدمة إخفاء رقم المتصل والتي تسمح بقذف عبارات أو اتمام صفقات نصب وهمية أنتجت العديد من الضحايا، حيث يجب أن تنحصر خدمة إخفاء الرقم لأسباب ضيقة وخصوصا الأمنية منها، فالسلوك الصحيح يمثل الجزء المتمم لوجوب التوثيق لحاملي الخطوط الهاتفية، وهذه الملاحظات جديرة بالدراسة من أصحاب القرار بالتشاور مع هيئة تنظيم الاتصالات، حتى لا تكون هذه الشركات العملاقة شريكا بالجريمة التي يرتكبها البعض نتيجة الفهم الخاطىء لمفهوم خدمات الهواتف الخلوية بعد تعدد استخداماتها.
عن الراي
د. كميل موسى فرام
تدور عجلة التطور والتقدم التي تعتمد على منتجات العقل البشري بشكل متسارع يفوق مدى التوقع أو التصور، حيث تُرجمت أحلام كانت أعمدة من الخيال البشري لواقع ملموس، وقائمة الأمثلة على ذلك طويلة، خصوصا أن رحم الاختراعات بديمومة الجديد بلحظات الزمن، وربما المقاصة النهائية لما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي تنتهي بالنتيجة أن الفوائد ذات التأثير الايجابي تعوض عن السلبيات التي هي من صنع اليد والفكر البشري، فحقيقة الواقع المؤلم بوجود زاوية فكرية ضمن مساحة العقل البشري تختص بطرح المنغصات وتتغذى بالسلبيات حتى لا تصبح السعادة مظلة الدفء التي تحمينا من شمس الهموم وبرودة الأحلام، وقد كان لولادة الهواتف الخلوية وانتشارها بهذا الشكل المتسارع وبمتناول الأيدي، منعطفا آخر على مساق الحياة البشرية وبالرغم من المحافظة على تسميته كما ورد بشهادة مولده، فقد تعددت استخداماته بفضل التطور التكنولوجي والسباق المحموم بين الشركات الصانعة؛ تحول لمفكرة تحتضن جدول الالتزامات بشتى مجالاتها، منبه لتنظيم الوقت، مصدر تسلية لاحتضانه كمية كبيرة من وسائل الترفيه، قاموس لمفردات الحياة بشتى اتجاهاتها، كاميرا تصوير مع ذاكرة واسعة غير محددة لحفظ الصور أو لقطات الفيديو، مخزن للذاكرة يساعد على حفظ الملفات، بل والبرامج الجديدة التي أضيفت على الجيل من الهواتف الخلوية الذكية قد سمحت بإجراء المعاملات البنكية، حجوزات الطيران، وسيلة استدلال وإعلان رخيصة، وسيلة مساعدة لمختلف مرفقات الجهود الأمنية وخصوصا تلك المتعلقة بكشف الجرائم ومرتكبيها، وقد سمحت تقنياتها باستخدامها كوسيلة مراقبة لرجال الأعمال على مصالحهم، الوالدان بمراقبة سلوك أطفالهم بالروضة والمدرسة، وتحديد أماكن التواجد وطلب المساعدة، ويقيني أنني لن أستطيع تقسيط الفوائد المشتركة بين الهواتف الخلوية والبرمجيات الالكترونية التي انتهت بحقيقة تحويل العالم لقرية صغيرة بالرغم من خطورتها على العلاقات العائلية وانعدام فرص المحادثة والتفكير بالرغم أن ولادة الهاتف الخلوي ومروره برحلة نضوج عبر محطات الزمن يعد قفزة نوعية علمية وتقنية وفنية إبداعية وتواصلية اجتماعية واقتصادية كبيرة وهامة وخطيرة، وهو بكل المقاييس مكتباً متنقلاً محمولاً في الجيب يمكن بواسطته عقد الصفقات التجارية أو الخدمية وتحديد المواعيد أو تأجيلها أو إلغائها أو الاعتذار عنها في الوقت الملائم وبالتالي أصبح التلفون الخلوي ضرورياً لكل إنسان معاصر، فالتقنية والتقدم مطلب حضاري رائع لكن يجب أن نفهم طرق استخدامه والغاية منه.
هناك ثلاث شركات رئيسية تتنافس بتقديم خدمات التلفونات الخلوية على رقعة الأرض الأردنية، وهي شركات كبيرة وقد استثمرت مبالغ هائلة في سبيل توفير البنية التحتية المناسبة لتقديم هذه الخدمة التي أصبحت في قلب الضروريات الحياتية للفرد، وربما التنافس الشديد بين هذه الشركات لاستقطاب العدد الأكبر من المستخدمين والذي ينعكس على الدخل الربحي للشركات، جعلها تتسابق بطرح العروض بسخاء، فأسعار المكالمات الهاتفية بإنخفاض مستمر بواحد من فوائد التنافس لجني الأرباح، ولكن المؤسف أن الخدمات المقدمة لا ترقى لمستوى الطموح فهناك تفاوت كبير بين قوة التغطية في مختلف المناطق بالرغم من انتشار أبراج التقوية على اسطح المنازل، ومن تجربة شخصية متكررة يوميا عندما أحاول الاتصال ليكون الرد الصوتي المسجل بالاعتذار عن اتمام الاتصال بعبارة عدم التمكن من الوصول لهذا الهاتف الخلوي بتلك اللحظة لأعاود الاتصال فورا ويكون الجواب بعكس العبارة الأولى، أو أن محاولة الاتصال تنتهي بإغلاق فوري بدون تفسير بل والأسوأ من ذلك بإنقطاع المكالمة الهاتفية بدون مقدمات، وربما هذه أمثلة على أمور فنية متداخلة لا يوجد لها تفسير وبغير قصد بعد أن وصلت اسعار المكالمات الهاتفية لشاطىء الخدمة المجانية.
الأمر المؤسف والذي يشكل عتبا على جميع الشركات بموافقتها وتشجيعها على تقديم بعض الخدمات المدفوعة الأجر ويعكس سلوكا سلبيا مؤثرا يخلخل الثقة التي نالتها هذه الشركات ومنها تقديم خدمة للبعض تعطي انطباعا للمتصل بأن الهاتف المتنقل المطلوب مغلق حاليا، ولكن الحقيقة المؤسفة بإعطاء إشارة لصاحب الهاتف بوجود الاتصال الذي يمنحه حرية التصرف بين الرد أو الاقتناع بصدق رواية التمثيل بالهاتف المغلق، خدمة سمحت للبعض بممارسة شكل من أشكال التحايل تحت غطاء تقدمه شركات الخلوي مقابل رسوم مالية، وهو سلوك لا يختلف عن موافقتها على تقديم خدمة إخفاء رقم المتصل والتي تسمح بقذف عبارات أو اتمام صفقات نصب وهمية أنتجت العديد من الضحايا، حيث يجب أن تنحصر خدمة إخفاء الرقم لأسباب ضيقة وخصوصا الأمنية منها، فالسلوك الصحيح يمثل الجزء المتمم لوجوب التوثيق لحاملي الخطوط الهاتفية، وهذه الملاحظات جديرة بالدراسة من أصحاب القرار بالتشاور مع هيئة تنظيم الاتصالات، حتى لا تكون هذه الشركات العملاقة شريكا بالجريمة التي يرتكبها البعض نتيجة الفهم الخاطىء لمفهوم خدمات الهواتف الخلوية بعد تعدد استخداماتها.
عن الراي



















