+
أأ
-

خليل النظامي يكتب ..ننسى وكأننا لم نكن،

{title}
بلكي الإخباري















أتجول في سيارتي بهدوء، برفقة كأس قهوة من الورق، وسيجارة مالبورو مشتعلة، وصوت درويش ممزوج بموسيقى هادئة يقول "ككنيسة مهجورة تنسى، تنسى وكأنك لم تكن".





انظر وأراقب مدينتي التي كانت مفعمة بالحياة ومزينة بالألوان كيف أصبحت شاحبة اللون والسكون يلفها بثوبه المميت، كيف تحولت أهازيج الأطفال في الملاهي إلى نظرات خوف وترقب غير مفهومة، وكيف تحولت ابتسامة النسوة الرقيقات لصيحات تهز الجبال ألما على فراق أحبتهن، ، ، ما الذي جرى لمدينتي، ،! ! !





"المتسولون" لم يعد يزعجونني على الإشارة الضوئية، أين ذهبوا يا ترى، أين اختفت تلك "الطفلة" ذات العيون السرمدية المحروق شعرها بلون الشمس، أين ذهبت تلك "المسنة" العجوز التي أخذت من زاوية الشارع مسكنا لها لبيع الورد، وماذا عن ذلك "العجوز" صاحب البالطو المتعفن الرائحة ومنظرة الوحشي، ، ، ، الفضول يكاد يقتلني. .! ! ! !





حتى "الجرو السلوقي" المزعج لم يعد خائفا من أصوات السيارات والمارة، وبات يتنقل في المدينة وشوارعها بكل راحة، وتلك "القطة الجرباء" المسكينة باتت تأكل دون خوف من كل باب دون أن يركلها مراهق برجله، والعصافير حزينة تفكر بهجران مدينتي، و"الجرذ الأسود" المنتفخ أصبح مسكنه السطح ولم يعد يأبه لأعماق المصارف، ماذا جرى لمدينتي، ،! !





أصبح الموت شيء اعتيادي في يومياتنا، وننتظر سماع نبأ وفاة فلان أو فلانة لحظة بلحظة، وكأن الموت أصبح كشباك تذاكر السينما، يقف الجميع بصمت منتظرين دورهم ل شراء التذكرة، حتى الخوف لم يعد يسكننا، والحرص أصبح لامبالاة في داخلنا، والحذر لم يعد في قاموس يومياتنا، وكأن جميع سكان مدينتي اصبحو مسيرين لا مخيرين، ،

ما الذي جرى لسكان مدينتي، ،! ! !





شعرت وكأنني أعيش في زمن العصور الوسطى، حيث لا صوت سوى قرع السيوف، وصيحات النساء، وبكاء الأطفال، ومشاهد شلالات الدم المنسي أصله، ورائحة الموتى القتلى تتحرش بكل النسمات الرقيقة وتشوهها، والمدينة شاحبة رمادية اللون خاوية على أهلها، نهارها لنا وليلها حكر على الأشباح التي تسكنها، لا صوت فيها سوى صوت الله أكبر يخرج من المآذن وصدى أجراس الكنائس القاتل ينتشر دون خوف، ، ، ،





رائحة الموت في مدينتي تخنقني أيها الأحبه…..