+
أأ
-

فالنتينا قسيسية: في مهمة خاصة لاستعادة خطاب العقل

{title}
بلكي الإخباري  

مهند مبيضين

تؤمن أن الثقافة وسيلة للتنمية والتغيير، درست في الجامعة الأردنية، ونالت درجة الماجستير في دراسة الإدارة، وزمالة أيزنهاور عام 2010 والتي تمنح للشخصيات المؤثرة والتي بدأت عام 1953 وتظم في زمالتها اليوم أكثر من 1600 شخصية من مختلف دول العالم، كما منحت لقب زمالة "واد ويلوك" عام 2010،  وقد عملت قبل أن تصبح رئيسة تنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان، رئيسة تنفيذية لمؤسسة نهر الأردن.

تؤمن قسيسية بأن الثقافة وسيلة جادة لإصلاح المجتمع والحد من العنف، ومحاربة الفقر، وإيصال صوت الناس، واستعادة خطاب العقل، ولذلك ومنذ تسنمت مسؤوليتها كرئيس تنفيذي لمؤسسة شومان عملت على تغيير النهج مع الحفاظ على الإرث، وهي منطلقة ومبهجة الحضور وتأبي الوقوف عند معضلات العمل وتعطيل الانجاز ولا تحب النظر كثيراً للوراء.

تمنح الفرص للجميع في العمل، وتؤمن بالفريق، وترفض الإنفراد بالقرار، وتسعى إلى المؤسسية والحاكمية في العمل، ومع أن مؤسسة شومان تصدر عن مؤسسة مالية، إلا أنها ترى أن العمل الثقافي هو وسيلة لا تقل أهمية عن تنمية المال لتحقيق أهداف المجتمع في التغيير والإصلاح.

 

ترى قسيسية أن صوت الثقافة جزء من الزمن السياسي، فهي وإن كانت أقرب إلى التيار الليبرالي، إلا أنها لا تاخذ بكل ما في الليبرالية من حشوات جاهزة، وتصر على أن للأردن قدرته في انتاج خلطته الخاصة به، ولو كانت محلية الصنع.

ايمانها منقطع النظير في الشباب، وما أن جاءت لمؤسسة شومان حتى أحاطت نفسها بفريق عريض من الشباب، مع استقطاب لكفاءات من جهات عديدة، وعمقت المشورة في القرار، مع الإصرار على التجديد، ولكن هذا لم يمنع المؤسسة من تكرار الوجوه الثقافية في منتداها لرصد ربما حالات التغيير في الخطاب والطروحات الفكرية.

لكن مؤسسة شومان ليست كلها المنبر أو المنتدى الذي طالما تمنّع على السياسيين وادخلتهم قسيسية إليه خاشعين لوقار الثقافة التي لطالما نسوها حين كانوا بالموقع التنفيذي وزراء ورؤساء حكومات، وهناك خلف الكواليس فرق جادة ومنتمية تعمل لأجل الجوائز العلمية التي ارتقت في عهد قسيسية واتسعت وانفتتحت أكثر، وهناك المكتبة العامة التي تعد ملاذاً للقراء، وثمة  ركن مهم هو درب المعرفة وهو خط الطفولة الذي اهتمت به قسيسية والذي يشكل المستقبل المنتظر، وهناك الكثير في البحث العلمي والابتكار والعلوم .

نعم كان الرهان على هذه الباب كبيراً حين تولت قسيسية مؤسسة عريقة كانت تشكل بداية التفاتة رأس المال العربي للثقافة، منذ الثمانيينات، ولكنها اليوم مؤسسة تتجدد وتعطي الكثير وتدعم كل طالب معرفة، وتثري المشهد وتأتي بالوجوه العربية لعمان في محاولة مستمرة منذ عقود لاعطاء عمان وجهاً ثقافيا وامكانية في التشكيل الثقافي العربي، فجلُّ مثقي عمان ومفكريها يعرفون نفسهم أنهم من الأردن وليسوا منه.

مع قسيسية فريق كبير ومجلس مشاورين عليهم عاتق اعادة الفن والحياة والثقافة العلمية للمجمتع، في زمن يكثر فيه الحديث عن خطاب الموت والكراهية والقتل؟ وهي أشبه بمهمة خاصة لاستعادة عقل الامة المستنير.