ضرغام الهلسة يكتب لرفيقه الفقيد عيسى مدانات : شهادة يجب أن ادلي بها فقد حان وقتها.

كتب المحلل السياسي ضرغام الهلسة على صفحته عبر الفيسبوك شهادة للتاريخ بحق المناضل الأممي والعروبي الفقيد عيسى المدانات تحت عنوان : شهادة يجب أن ادلي بها فقد حان وقتها وجاء فيها .
لمن لا يعلم يجب أن يعلم
في نيسان عام 1989ومع بداية ولوج الاردن الرسمي في معمان الوقوع في شباك القاتل الاقتصادي وأدواته الخطرة صندوق النقد والبنك الدوليين
وبدء حملة حكومة زيد الرفاعي آنذاك بتسويق الخصخصة والبدء في تطبيقاتها وبروز تأثيراتها على سعر صرف الدينار وبيع الاحتياطي من الذهب في البنك المركزي مما انعكس في ارتفاع الأسعار وبالاخص منها رفع أسعار المحروقات
حيث بدأء التململ في الشارع الأردني برز دور الحزب الشيوعي الاردني وتميزه بقرأءة المرحلة فلذلك انفرد الحزب بأن يكون مشاركا وفاعلا في هبة نيسان وبقرار مركزي وهذا ما لم يحصل في الأحزاب الأخرى حيث كانت مشاركة أعضائها وجماهيرها قد تمت بشكل فردي وبدون أي توجه من مراكزها للمشاركة في الهبة
فلذلك دفع الحزب الشيوعي الثمن الأكبر فاختفت قيادته وتم اعتقال عدد لا بأس به من كوادر الحزب وقياداته
وبعد سنوات من هذا الحدث المفصلي
جمعتني الصدفه بعزاء الراحلة المرحومة لوريس القسوس أرملة المرحوم العم متري غنيم الهلسا ام المنذر
ولكون منذر كان أحد أركان اغنياء المرحلة الجديدة وانفتاح السوق نتيجة للمتغيرات الدولية والإقليمية فكان المعزين يأتون لمجلس العزاء من كل الأطراف فطلب مني منذر أن اشاركه استقبال المعزين وبالاخص اركان الحركة الوطنية الأردنية واحزابها فاستقبلت الدكتور يعقوب الزيادين وبعض رفاقه واجلستهم في صدر الديوان فجاء مجلس الدكتور يعقوب بجانب رجل طويل القامة لم أعرفه حين ذاك ولكن شبه لي ولأنني اخذت مقعدي بجانب الرفيق ابو خليل للمجاملة لاحظت بأن هذا الرجل يتحدث مع ابو خليل بلهجة استعلائية ويخاطبه بلفظ يا يعقوب حتى بدون دكتور
وفي الحديث استذكر المتحاورين ايام هبة نيسان وذكرياتها فقال الرجل فارع القامة للدكتور يعقوب لقد كان عيسى مدانات حادا في موقفه أثناء الحوار معكم على الرغم من أن غالبيتكم كان موقفه مرنا
فشدني الحديث واصغيت بكل ما لدي من حس الحزبي الملتزم فإذا بالدكتور يعقوب يضغط يد محدثه كأنه يقول له اوقف تصريحاتك فالجلسة فيها غرباء
فالتفت ذلك الرجل وطلب من الدكتور يعقوب أن يعرفني عليه فقال له هذا الرفيق ضرغام الهلسا فخرجت من فمه كلمات اوه اوه اهلا ضرغام
وبالمقابل عرفني على نفسه فقال لي انا طارق علاء الدين فانهالت الذكريات على راسي وذكريات المعتقل ودور هذا الاسم وهذا الشخص في رسم سياسة الدولة وقسوته في قمع الحركة الوطنية
كوني كنت زائر دائم للمعتقل في عهد إدارته للمخابرات العامة
طبعا بعد ذلك تم إغلاق الحديث في الموضوع الذي لفت انتباهي وأخذ الحديث مسارا أخر
وفي تلك اللحظة عرفت بان الرفيق ابو عامر كان صاحب الصوت الاقوى في مواجهة سياسة الخصخصة وتوجهات حكومة زيد الرفاعي الصندوقية
وقلت لابو خليل بعد أن غادر طارق علاء الدين بيت العزاء
الان اقتنعت بأن ابو عامر استحق أن يكون نائبا في انتخابات عام 1989
رغم أنني كنت مرشحا آنذاك عن دائرة الكرك وعلى نفس المقعد
وتناسيت لحظتها كل ما جرى في تلك الانتخابات من منافسة حادة وهجوم ممنهج من كوادر حملته الانتخابيةخدمة لمشروع انجاح الرفيق ابو عامر وكتلته الاانني اعتبرت حديث طارق علاء الدين اعتراف مهم بصلابة موقف الرفيق عيسى مدانات وثوريته.
فلذلك لن اقول بعد رحيله الا ان ابا عامر سيبقى ذكره ركنا شيوعيا مناضلا من أجل حقوق شعبنا بالحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية وسيخلد في ذاكرة المناضلين

















