النوايسه يكتب... كيف دخلت الراديو إلى المزار الجنوبي؟

بلكي الإخباري د. زيد النوايسه
مخبز أبو طليب كان مصدرا للاخبار طوال اليوم
تاجر يمني ادخل التلفاز للمزار
ابو عادل النوايسه أول من ادخل الردايو
دخل الراديو المزار بداية الخمسينات ويقال أن أول من أدخله المرحوم عبد الله سليم النوايسة (ابوعادل) وكان تاجراً، وكان البث يومها لاذاعة الشرق الأدنى وصوت العرب الذي كان الاستماع لها قد يفضي الى محكمة امن الدولة باعتبارها كانت متخصصة في الهجوم على الأردن في ذلك الزمن ولاحقاً الاذاعة الاردنية من القدس ورام الله سنة 1959 وعمان.
كنت أعتقد في طفولتي أنه أهم جهاز في العالم فهو الأقرب لوالدي رحمه الله وخاصة هيئة الاذاعة البريطانية "هنا لندن"، ولا زلت أذكر بحنين وآلم ساعات العصر حينما يجتمع كبار السن في بلدتنا حول هذا الجهاز بأنتظار دقات "بيج بن" وهم يجلسون على أكياس الخيش، والصمت سيد الموقف، لا زلت أذكر جيداً إنتظارهم أواخر ايام شهر رمضان المبارك من شهر تموز عام 1977، أخبار وصول الرئيس السادات للقدس والاستياء يعلو وجوههم، لا يكسر الصمت ألا رغبة المرحوم الحاج فلاح بن سعيد النوايسة الاستمرار في اللعبة الشعبية "الطاب"...
في فرن "مخبز" قريتنا الوحيد أيامها فرن المرحوم "أبوطليب" كان ايضاً مصدراً رئيسياً للخبر الأذاعي فالرجل الطيب المرحوم إسماعيل ابوطليب ومنذ غادر فلسطين بعد الاحتلال الصهيوني كان يمتلك جهاز راديو يبث أخباره طول اليوم من مخبزه الوحيد والاول والذي أدخل مهنة بيع الخبز وخبز عجين الاهالي مقابل اشتراك شهري بسيط ...
بينما رائعة فيروز "زهرة المدائن" تصدح ومقطع سلامي لكم يا أهل الارض المحتلة في مقدمة برنامج رسائل شوق عند الظهيرة يصر أبوطليب على أن فلسطين ستعود مهما طال الزمن....
ظلت الراديو مصدر الخبر المهم بالإضافة لكونها مصدر الترفيه الاساسي، الكل يتسمر بانتظار وصلة أم كلثوم اليومية من الخامسة والنصف ولمدة ساعتين التي كانت تبث من اذاعة العدو الذي كان عدو، بالاضافة للبرنامج الصباحي البث المباشر والبرنامج الزراعي للمرحوم مازن القبج ورسائل شوق لكوثر النشاشيبي...
العائدون من السعودية ودول الخليج وهم من أوائل الذين غادروا للعمل وأغلبيتهم مدرسون وعسكر هم اللذين يحملون معهم في عودتهم الاجهزة الافضل وهم الافضل حظاً من ناحية النوعيات اليابانية الجيدة...
لم يكن يدور في مخيلتنا أن اشياء اخرى لان يستوعبها عقلنا في ذلك الزمان لو تحدث احدهم فيها ولاعتبرناها هرطقة وجنون...
غادر هذا الراديو ورحل مع الطيبين والبسطاء الذين رحلوا وطووا برحيلهم صفحة من صفحات النقاء والطهر والبساطة...
رغم ان التلفزيون دخل بلدتنا مبكراً وبعد بدء البث بسنة تقريبا كما يقول من عايش تلك الفترة وتحديدا من خلال تاجر يمني يدعى ابو الناجي وصاحب قهوة لبناني يدعى ابو خليل الا ان العلاقة مع الراديو اكثر حميمية ودفء...
سقا الله ذلك الزمان وتلك الايام ورحم الله الطيبين الذين غادروا وغادرت معهم احلامهم البريئة ورحم الله ابوطليب واصراره العنيد على العودة...
يقفز لذهني تصور مجنون أحياناً كثيرة ماذا لو عاد ذلك الجيل البسيط من أهل قريتي وشاهد فوضى التكنولوجيا من الفيس الى الواتس والفايبر والتويتر والسناب شات!! هل سيستوعبون الأمر أم أنهم يحملون أرواحهم ويعودون لعالمهم الأخير حيث السكينة والهدوء والسلام الآبدي...
مخبز أبو طليب كان مصدرا للاخبار طوال اليوم
تاجر يمني ادخل التلفاز للمزار
ابو عادل النوايسه أول من ادخل الردايو
دخل الراديو المزار بداية الخمسينات ويقال أن أول من أدخله المرحوم عبد الله سليم النوايسة (ابوعادل) وكان تاجراً، وكان البث يومها لاذاعة الشرق الأدنى وصوت العرب الذي كان الاستماع لها قد يفضي الى محكمة امن الدولة باعتبارها كانت متخصصة في الهجوم على الأردن في ذلك الزمن ولاحقاً الاذاعة الاردنية من القدس ورام الله سنة 1959 وعمان.
كنت أعتقد في طفولتي أنه أهم جهاز في العالم فهو الأقرب لوالدي رحمه الله وخاصة هيئة الاذاعة البريطانية "هنا لندن"، ولا زلت أذكر بحنين وآلم ساعات العصر حينما يجتمع كبار السن في بلدتنا حول هذا الجهاز بأنتظار دقات "بيج بن" وهم يجلسون على أكياس الخيش، والصمت سيد الموقف، لا زلت أذكر جيداً إنتظارهم أواخر ايام شهر رمضان المبارك من شهر تموز عام 1977، أخبار وصول الرئيس السادات للقدس والاستياء يعلو وجوههم، لا يكسر الصمت ألا رغبة المرحوم الحاج فلاح بن سعيد النوايسة الاستمرار في اللعبة الشعبية "الطاب"...
في فرن "مخبز" قريتنا الوحيد أيامها فرن المرحوم "أبوطليب" كان ايضاً مصدراً رئيسياً للخبر الأذاعي فالرجل الطيب المرحوم إسماعيل ابوطليب ومنذ غادر فلسطين بعد الاحتلال الصهيوني كان يمتلك جهاز راديو يبث أخباره طول اليوم من مخبزه الوحيد والاول والذي أدخل مهنة بيع الخبز وخبز عجين الاهالي مقابل اشتراك شهري بسيط ...
بينما رائعة فيروز "زهرة المدائن" تصدح ومقطع سلامي لكم يا أهل الارض المحتلة في مقدمة برنامج رسائل شوق عند الظهيرة يصر أبوطليب على أن فلسطين ستعود مهما طال الزمن....
ظلت الراديو مصدر الخبر المهم بالإضافة لكونها مصدر الترفيه الاساسي، الكل يتسمر بانتظار وصلة أم كلثوم اليومية من الخامسة والنصف ولمدة ساعتين التي كانت تبث من اذاعة العدو الذي كان عدو، بالاضافة للبرنامج الصباحي البث المباشر والبرنامج الزراعي للمرحوم مازن القبج ورسائل شوق لكوثر النشاشيبي...
العائدون من السعودية ودول الخليج وهم من أوائل الذين غادروا للعمل وأغلبيتهم مدرسون وعسكر هم اللذين يحملون معهم في عودتهم الاجهزة الافضل وهم الافضل حظاً من ناحية النوعيات اليابانية الجيدة...
لم يكن يدور في مخيلتنا أن اشياء اخرى لان يستوعبها عقلنا في ذلك الزمان لو تحدث احدهم فيها ولاعتبرناها هرطقة وجنون...
غادر هذا الراديو ورحل مع الطيبين والبسطاء الذين رحلوا وطووا برحيلهم صفحة من صفحات النقاء والطهر والبساطة...
رغم ان التلفزيون دخل بلدتنا مبكراً وبعد بدء البث بسنة تقريبا كما يقول من عايش تلك الفترة وتحديدا من خلال تاجر يمني يدعى ابو الناجي وصاحب قهوة لبناني يدعى ابو خليل الا ان العلاقة مع الراديو اكثر حميمية ودفء...
سقا الله ذلك الزمان وتلك الايام ورحم الله الطيبين الذين غادروا وغادرت معهم احلامهم البريئة ورحم الله ابوطليب واصراره العنيد على العودة...
يقفز لذهني تصور مجنون أحياناً كثيرة ماذا لو عاد ذلك الجيل البسيط من أهل قريتي وشاهد فوضى التكنولوجيا من الفيس الى الواتس والفايبر والتويتر والسناب شات!! هل سيستوعبون الأمر أم أنهم يحملون أرواحهم ويعودون لعالمهم الأخير حيث السكينة والهدوء والسلام الآبدي...



















