بقلم: محمود الشمايله ….
ارسل أحد الطلبة الى والدة رسالة يطلب فيها فيديو ( للخبز حين يخرج من بيت النار) ….
ولأني اعلم ان رغيف الخبز هو وطن تزين بسواعد العمال المصريين القدعان الذين يعيشون مأساة الكون في حضن الأردن الدافء، لن يجوعوا ولن يحتاجوا الى الاستغاثة بأهلهم في مصر .هذا فقط يعيشون في بلد النشامى..
هانا ذا احلم برغيف خبز كوجه الوطن ، كنت اتقاسمه مع زميلي السوداني واخبء كسرة منه لزميلي المغربي بعد أن تركت شيء منه لعابر سبيل تقطعت به سبل العيش كما هو حالي الان … كحال وطني الساكن في حنايا قلوبنا ….
الان فقط عرفت ان( كشرة سلامه حماد) احن عليا من ابتسامة كل رؤوساء الدول العظمى
وانا الذي اعرف ان ابن الوطن اذا هان عليه لحمنا فلن تهون عليه عظامنا، ، مهما كان قاسيا او صلبا…..
في بلاد الاغتراب جئنا نحلم في الحصول على الشهادات حتى نصبح إطباء ومهندسين وضباط في الجيش ، أو معلمين أو أساتذة جامعات ،
اباءنا انفقوا علينا مدخراتهم واعمارهم لعلهم يحضون بلحظة عناق ساعة العودة إلى تراب الوطن ..
على أرصفة أوروبا الحضارة لا أحد يلتفت إلينا ولو حتى بابتسامة عابرة ولم نعد نملك رغيف الخبز الذي كنا نتقاسمة مع اشقاؤنا العرب…… الجوع ليس سببا في كل هذا الالم، ولكن الاقسى من ذلك هو الشعور بأن الوطن يلفظك، يرفض أن يستقبلك، ويبقى حلمك السرمدي ان يفتح الوطن ذراعية وتطبع قبلة على ترابه.
في الغربة نعيش الان أسوأ الظروف ، الجوع والوحدة والقهر .
دمعة الآباء التي تتسلل عبر الهاتف تبلل وجنات قلوبنا فتشعلها نارا .
سيدي النشمي :
أعيدونا للوطن وأقسم لك اننا لن نحتاج إلى فنادق خمسة نجوم ولا حتى الى وجبات فاخرة او وسائل ترفيه أثناء الحجر ..
لسنا بحاجة إلى أي شيء من ذلك ..
فأما ان ترسلوا لنا قطعة حنونه من الوطن نفترشها ونأكل من خشاشها او تسمحوا لنا بالعودة إلى تلك القطعة حتى لو كانت صحراء رم القاحلة….
اقسم لك اننا لن نجوع ولن نشعر بالقهر…
فالوطن يا عزيزي رغيف خبز والكثير من الأحلام…….
أنه بلد النشامى الذي ما زال خبزه اغنية تصدح بها الأرض والسماء بلاد العرب أوطاني…..بلاد العرب أوطاني.
أعيدونا للوطن ……الليل في الغربة طويييييييييييل .
طويل جدا .
طويل اكثر مما تحتمل قلوبنا الصغيرة …
محمود الشمايله.