بقلم : الكاتب خالد عيسى
لا أدري بالضبط متى أصبتُ بالسخرية التي تجعل من ” كاتب ” جاد مثلي ” يرش على الموت سكّر ” ، ولا تصيبه نوبات الضحك إلا في خيمة العزاء ، و ” يجهش ” بالضحك حين ” تقهقه ” الدموع في كرنفال الندب العربي من باب توما الى باب المندب ؟ .
ماذا حدث ” لمناضل ” متقاعد مثلي ؟! حين ” يفرط ” من الضحك ، وهو يتفرج على قضايا الأمّة الكبيرة ” بالحجم العائلي ” ، التي “لا تضحك للرغيف السخن ” وهي تغسل شعاراتها بشامبو مزيل ” للكشرة ” ، وترثي الشهداء بخطابات تستمر ثلاث ساعات ، وتقف حدادا عليهم فقط دقيقة صمت ..
ماذا أصاب ” شيوعي سابق ” هو حضرتي ؛ أمضى عمره ” يحلف بسكوسة ” لينين ، ليصحو ويتفرّج على الطبقة العاملة وغير العاملة ، تحلف بلحية حسن البنا ؟! وترقص رقصة الدراويش حول ” الصراع الطبقي ” الذي تحوّل بقدرة قادر الى ” صراع طائفي ” بين ” بروليتاري ” شيعي و ” بروليتاري ” سني ، بين ” النصارى ” وجبهة النصرة ، بين ” رأس المال ” ورأس عمرو خالد ، حين يتحوّل ” وعي الضرورة ” الى ” الضرورات تبيح المحظورات ” ، ويتفرّج يوميا على ” الدولارات ” التي تبيح المحظورات في المحطات الفضائية ، وهو يقول : ما شاء الله لحجاب خديجة بن قنة بجميع الألوان !
ما جدوى الكتابة الجادة في أمّة ” مسخرة ” ؟!
كل صباح ” ينط ” في وجهي هذا السؤال مثل بهلوان في هذا السيرك العربي ، ويلتقط أصابعي التي مارست الكتابة الجادة أكثر من نصف قرن من الزمان .. يوم كانت الكتابة بالقلم ، قبل ان تحولها التكنلوجيا الى ” بعبصة ” بالأصابع على لوحة الكتابة في الكومبيوتر ، وتجعل مني ” ساخر” سبيل ، “ينط ” عليكم في الفيس بوك كل صباح لـ ” يجهش ” بالضحك ويمضي في حال سبيله !