لما شطاره
تتجه الأنظار إلى المدن الأثرية والوجهات الأكثر شهرة ، إذ إن السياحة في تلك المدن تعد مصدراً رئيسياً للدخل فواحد من كل عشرة أشخاص على وجه الأرض يعمل في قطاع السياحة و يوفّر سبل العيش للكثيرين في المنطقة ، قطاع السياحة يسمح للجميع بمشاهدة كنوز ثقافية وطبيعية ، ويقرب الناس بعضهم من بعض ، مما يجعله أحد أهم القطاعات الإقتصادية في العالم ولكن برغم أهمية هذا القطاع نراه يحتضر .
أعداد قليلة من السياح لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة يتواجدون بموقع البترا الوردية إحدى عجائب الدنيا السبع ، صحفيون قاموا بزيارة البتراء للإطلاع على واقع الحال و تبين ان الطريق المؤدية من عمّان الى مدينة البتراء بعد الإستعانة بتطبيق الخرائط ( لوكشين )
لا يمر من الطريق الرئيسي المؤدي الى المحلات التجارية بل لطريق فرعي آخر الأمر الذي يحيل مرور الزوار من امام محلاتهم والشراء منهم .
واثناء جولتنا الميدانية في مدينة البتراء السياحية ، للإطلاع على ابرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي رصدنا من خلال عدسات الكاميرات واقع الحال ، هدوء غير معتاد في مطلع الصيف يعم المدينة حيث يعاني العاملون في هذا القطاع من تحديات وازمات ، مطاعم ومحلات فارغة الوضع مقلق وله إنعكاسات سلبية على أبناء المنطقة ، الذين يعتمدون في أعمالهم على القطاعات والمنشآت السياحية .
ثم توجهنا الى مكان انعقاد المؤتمر الذي نظمته جمعية الفنادق الأردنية في فندق حياة زمان بحضور السيد حسين هلالات نائب رئيس مجلس جمعية الفنادق الأردنية وعدد كبير من ممثلي المؤسسات الصحفية المحلية والعربية لمناقشة ابرز التحديات التي تواجه القطاع السياحي في البترا ، من تشريعات وسياسات حكومية وضرائب ورسوم وتراخيص مرتفعة ، تؤثر بشكل سلبي على تنمية ونمو القطاع السياحي.
إذ طالب هلالات بتأجيل القروض من البنك المركزي لمدة عام، وتخفيض ضريبة الدخل والمبيعات على القطاع السياحي خاصة والإقليم بشكل عام، لتحسين الظروف المتعلقة بالقطاع السياحي، كما طالب بإعفاء ضريبي لمدة خمس سنوات لكل مستثمر جديد على الأقل لتشجيع وجذب الإستثمار .
ودعا الهلالات الضمان الاجتماعي لتحمل مسؤوليته تجاه العاملين في هذا القطاع ، وإيجاد برنامج مشابه للبرامج التي كانت بوقت أزمة كورونا لرواتب العاملين في القطاع السياحي لحين تحسن الأوضاع وعودة السياحة الوافدة إلى وضعها السابق، وتقسيط المبالغ المستحقة على رواتب الموظفين في القطاع السياحي والفندقي بشكل خاص بفائدة صفر٪ ، وعدم وضع إشارة الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة على المؤسسات والمنشآت السياحية ، ورفع إشارة بلوك عن ترخيص بعضها.
وأشار الهلالات إلى أن مدينة البترا هي البوابة الرئيسة للسياحة الوافدة للمملكة، والرافد الأكبر للدخل السياحي الذي قدر العام الماضي بحسب إحصاءات البنك المركزي بـ ٦ مليارات دينار، وبنسبة تقدر بـ 15% من الدخل القومي الأردني ،
وأكد ان عدد الفنادق المسجلة في البتراء 74 فندقًا، بإجمالي استثمارات تبلغ 8 مليون دينار في القطاع الفندقي ، وبسبب حالة الركود والتراجع الكبير في اعداد الزوار وعدم تقديم التسهيلات يفكر أصحاب الفنادق جدياً بإغلاقها .
وطالب هلالات بضرورة تخفيض المسقفات من أمانة عمان والبلديات والمناطق التنموية، وإعفاءهم من الرخص وتقسيط المبالغ المستحقة على المستثمرين خلال فترة الأزمات كونهم غير قادرين على دفع المستحقات المترتبة عليهم ، وإعادة ضريبة بدل خدمة كما كانت في سابق عهدها من 5 إلى 10٪ كحافز ومساعدة للعاملين ، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوفير الدعم المالي والتشجيع على الاستثمارات في البنية التحتية السياحية واتخاذ إجراءات للحفاظ على البيئة والثقافة المحلية وضمان استدامة السياحة في البتراء.
وأضاف أن الحكومة تتناسى دور البترا كإحدى عجائب الدنيا السبع ، وانها مدينة جاذبة للسياحة والاستثمار.
وأشار إلى أن العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية
أثر على السياحة في الأردن ، لافتا الى أن القطاع السياحي أصبح غير مجد للإستثمار بسبب ارتفاع الكلف الإنتاجية والخدمية.
وشدد نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية على ضرورة التوجه إلى أسواق سياحية بديلة ، وطيران منخفض التكاليف يرفد المملكة بالسياح ، والعمل على إيجاد صندوق مخاطر لتعويض المتضررين في حالة حدوث اي أزمات.
وعزز الهلالات فكرة التدريب المهني للعاملين في القطاع السياحي لتحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة ودعم المؤسسات التدريبية والجامعية ، وذلك بسبب النقص الحاصل في الأيدي العاملين المدربة بسبب هجرة الخبرات إلى دول مجاورة.
جهودك مشكوره صحفيتنا المتميزة لما شطاره… انتي وزملائك المحترمين… تحدثتي بما يغص بداخل القلب … احسنت