قالت تقارير إسرائيلية إن القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل أجرت، الليلة الماضية، مشاورات مكثفة حول سبل الرد على الهجوم الذي استهدف سفينة “ميرسير ستريت”، التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي، إيال عوفر.
وبحسب التقارير فأن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أجرى مشاورات مكثفة مع رئيس الأركان، أفيف كوخافي، وقيادات عسكرية وأمنية أخرى، لبحث سبل الرد على استهداف السفينة.
وبحث غانتس وكوخافي أشكال الرد العسكري والسياسي المحتملة وذلك بعد استعراض المعلومات الاستخبارية التي بحوزة إسرائيل عن الهجوم.
وذكرت التقارير أن وزارة الجيش ستزود وزارة الخارجية بالمعلومات التي بحوزتها من أجل التحرك على المستوى السياسي والبدء بحراك دبلوماسي لإطلاع المجتمع الدولي على حيثيات الهجوم.
وأوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ، نقلًا عن مصدر إسرائيليّ، القول، إنّ “إسرائيل ستواجه صعوبة في تجاهل الهجوم الإيراني على السفينة في خليج عمان”.
في المقابل، نقلت قناة “كان” العبرية، عن مسؤولي إسرائيلي رفيع قوله إنه “على ما يبدو، فإنه من المتوقع أن ترد إسرائيل بشكل متناسب على الهجوم”، فيما نقل موقع “واللا” عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: “إسرائيل سترد على الهجوم، لكن المسألة تتعلق بالكيفية والتوقيت”، على حد تعبيره.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد إن “إيران ليست مشكلة إسرائيلية فقط، بل هي مصدر للإرهاب الذي يضر بالعالم أجمع، ويجب ألا نبقى صامتين في وجه هذا الإرهاب الذي يضر أيضًا بحرية الملاحة”. وتحدث لبيد هاتفيًا مع نظيره البريطاني وأكد له ضرورة الرد بشدة على الهجوم الإيراني.
البحرية الأميركية: طائرة مُسيرة استهدفت ناقلة النفط قبالة عُمان
ويعتقد خبراء المتفجرات في البحرية الأميركية أن “هجومًا بطائرة بدون طيار” استهدفت ناقلة النفط التي تعرضت للهجوم قبالة سواحل عُمان في بحر العرب، حسبما ذكر الجيش الأميركي، اليوم السبت. الضربة التي استهدفت ناقلة النفط ميرسر ستريت مساء الخميس هي أول هجوم مميت معروف.
وقال الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمبركية ومقره في الشرق الأوسط، في بيان صدر صباح اليوم، إن حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريغان” التي تعمل بالطاقة النووية والمدمرة الصاروخية الموجهة “يو إس إس ميتشر”، ترافقان الآن السفينة “ميرسير ستريت”، أثناء توجهها إلى ميناء آمن.
وذكر الأسطول الخامس أن “خبراء متفجرات تابعين للبحرية الأميركية موجودون على متن السفينة لضمان عدم وجود خطر إضافي على الطاقم، وهم على استعداد لدعم التحقيق في الهجوم… المؤشرات الأولية تشير بوضوح إلى أنه هجوم درون (طائرة مسيرة)”.
ولم يوضح بيان الأسطول الخامس الأميركي كيفية تحديد أن طائرة مُسيرة تسببت في الضرر، على الرغم من أنه قال إن خبراء المتفجرات وجدوا “دليلًا مرئيًا واضحًا على وقوع هجوم” على متن “ميرسير ستريت”. ولم ترد القيادة المركزية للجيش الأميركي على طلبات لتوضيح ماهية الأدلة المزعومة.
ويعد الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط “ميرسير ستريت”، مساء الخميس، هو أول هجوم مميت معروف بعد سنوات من الاعتداءات على الشحن التجاري في المنطقة المرتبطة بالتوترات مع إيران بشأن اتفاقها النووي المتعثر. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، سارع مسؤولون إسرائيليون للتأكيد على أن طهران شنت الهجوم بطائرة مُسيّرة.
يشار إلى أن شركة “زودياك ماريتايم” ومقرها لندن، تدير السفينة السفينة المستهدفة (“ميرسير ستريت”). و”زودياك ماريتايم” هي جزء من مجموعة “زودياك” للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.
وقالت الشركة، أمس، إن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، أحدهما من المملكة المتحدة والآخر من رومانيا. وفيما تجنبت الشرطة وصف ما حدث في “الاعتداء”، أكدت أنها تعتقد أنه لم يصب أي من أفراد الطاقم الآخرين على متنها.
وقالت شركة الأمن البحري البريطانية، “أمبري”، إن الهجوم على “ميرسير ستريت”، أسفر عن مقتل أحد أعضاء فريقها على متن السفينة.
وقالت “زودياك ماريتايم” إن “ميرسير ستريت” خالية من البضائع وكانت في طريقها من دار السلام في تنزانيا إلى الفجيرة في الإمارات، وقت الهجوم.
ووصفت “زودياك ماريتايم” مالكي “ميرسير ستريت” بأنهم يابانيين، بدون الكشف عن هويتهم. في حين حددت سلطة الشحن “لويدز ليست” مالك السفينة باسم شركة “تايهي كايوان”، التي تنتمي إلى مجموعة “نيبون يوسين” ومقرها طوكيو.
يأتي ذلك في ظل التقارير التي تفيد بأن الهجوم الذي استهدف سفينة بملكية يابانية مشغلة بواسطة رجل الأعمال الإسرائيلي، إيال عوفر، جاء ردا على هجوم إسرائيلي نفذ ليل 21 – 22 تموز/ يوليو الجاري، واستهدف مواقع لـ”حزب الله” اللبناني في منطقة القصير بمحافظة حمص وسط سورية.
وبحسب قناة “العالم” الإيرانية، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير في سورية والذي استهدف مطار الضبعة في منطقة القصير، أدى إلى مقتل اثنين من عناصر “حزب الله”.