صباح يافا
تُغطّس صباحها في البحر ، وفي حيرة الزرقتين هي حيرة يافا ، بين صباح أزرق ، يُشرق على الشاطئ ، لتحسم يافا صباحها بين زرقة البحر، وزرقة صباحها .
أصحو على صوت ارتطام البحر بشاطئ العجمي المعقوف الذي يشبه " لا " بين يافا وتل أبيب ، بين الحوت وبقايا لقمته ، يحاول بفصاحة فلسطينية التخلص من عجمية أصيب بها حين عج البحر بسفن الغرباء .
أتأمل فوضى نعاسكِ ، وأضحك لمنظر شعرك المنفوش على الوسادة ، أنتِ تقولي عنه : شعر غجري ، وأنا أقول : شعر الغولة .
أفتح شباكي على يافا ، سيدة هذا الأزرق ، يموج مخمله كأحلام اليقظة ، أحاول تجنب النظر الى تل أبيب ما استطعت الى ذلك سبيلا . أريد تقشير برتقالة يافا من تل أبيب ليكون صباحي رائقا .
تعبق يافا في أنفي ، ويختلط عبيرها مع نكهة معجون الأسنان بطعم النعنع .
وأنا أعدّ القهوة .. يحلو لي أن أنظر الى غفوتكِ وأنتِ تحضنين كسلك مثل دبدوب الفالنتين ، يروق لي هذا الهبل .
قهوتي صارت جاهزة بفنجانها الأبيض ، أشربها على الشرفة ، وتشربني يافا على مهل ، وتمد لسانها ساخرة من تل أبيب ،
وأنت غافية ليس لكِ بالطيب نصيب .
وقبل أن أخرج ، أكتب لكِ بقلم الروج على مرآة الحمام :
صباح الخير يا مجنونة أنا في مطعم سعيد ابو العافية ، أقضم منقوشة زعتر .. وأضحك على شعركِ المنفوش .. وانتظرك . الكاتب الصحفي خالد عيسى



















