+
أأ
-

عاجل / بلكي نيوز تتساءل … المزاودة على الأردن … لمصلحة من؟

بلكي الإخباري





في اتصالاته المكثّفة التي شملت عشرات العواصم ركز الملك عبدالله الثاني على ضرورة تطويق الأزمة ووقف العدوان الصهيوني على غزة وعلى ضرورة إيصال المساعدات وتخفيف معاناة الأهل هناك، وكان لافتاً توافق معظم قادة العالم على مخاطر اتساع دائرة التصعيد ، خصيصاً ماجاء على لسان الرئيس التركي في اتصاله مساء اليوم من التأكيد على ضرورة "أخذ الحيطة من تمدد الصراع إلى عموم المنطقة".
يجمع العارفون والمتابعون إذاً على خطورة الأحداث على فلسطين وعلى محيطها وعلى المنطقة برمتها ، وفي ذات الوقت يتخذ معظم قادة العالم موقف الداعم لكيان الاحتلال في حربه الدموية على قطاع غزة أو وفق منطق المتفرج، حتى أولئك الذين يحكمون دولاً وازنة مهمة في المنطقة او العالم بما فيهم الذين صدّعوا رؤوسنا بالشعبويات وادعاءات الدفاع عن الاسلام والمسلمين.
عملياً وحده الأردن يقاتل لإيصال معاناة الأشقاء الفلسطينيين ورفع الظلم والعدوان عنهم ،رغم ضيق ذات اليد وزحمة الملفات والتحديات .
يدرك الأردن حجم الكارثة وحجم العدوان وحجم المخاطر التي تتهدده، وهي كثيرة وكبيرة ما دفع إلى تفعيل غرفة عمليات على مستوى الجهات المختصة تعمل على مدار الساعة وتقارب الواقع باتجاهين : جهود وقف العدوان وتقديم العون للأشقاء في غزة ، والتحوّط والاستعداد لمواجهة التهديدات المفترضة.
في البعد الإغاثي نسّق الأردن جهوده مع الأشقاء العرب وأرسل مساعدات إلى الشقيقة مصر لإدخالها عبر معبر رفح، رغم تهديدات العدو بقصف اي قوافل مساعدات تدخل باتجاه غزة، كما أن المستشفى الميداني الذي يعمل في القطاع منذ شهر حزيران هو المستشفى رقم 75 الذي يرسله الأردن لإسناد الأشقاء هناك في مبادرة لم انفرد بها الأردن قبل اكثر من 14 عاماً والتي تعمل على مدار العام وتحظى باحترام وتقدير وشكر دائم من الأشقاء هناك ، وهي جزء من منظومة مساندة طبية أرسلت الى أكثر من مدينة فلسطينية، الى جانب استقبال الأشقاء الجرحى والمرضى الفلسطينين على مدار العام .
وفي مجال مواجهة الخطر ثمة جهد سياسي جبار يوازيه يقظة أمنية عسكرية تامة رغم الانشغالات الأمنية الهائلة التي تفرضها عودة اجواء التصعيد الى حدودنا الشمالية مع الشقيقة سورية، ومساعي ضبط محاولات تهريب المخدرات، وهي جهود هائلة تضطلع بها باحتراف قواتنا المسلحة/ الجيش العربي ، وهو ما استدعى تصفيق جلالة الملك لرفاق السلاح خلال خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب التاسع عشر ظهر اليوم في رسالة تقدير وثقة وانسجام مطلق متبادل.
في إطار هذا كله ، ورغم ان الجهد الاردني واضح للقاصي والداني ويحظى بتقدير واهتمام كل الأطراف المعنية وعلى رأسها الأشقاء في فلسطين المحتلة وفي غزة بالذات ، رغم ذلك تستمر أصوات المزاودة والعبث في محاولة للتشكيك او الاصطياد في الماء العكر ، وهذه المرة جاءت ممن يفترض بهم ان يكونوا شركاء في الوجع الذي نعيشه مع اخوتنا في غدة وداعمين للجهد الأردني بدل المزاودة عليه والمساهمة في تصدير أزمة اليوم اليه، في الوقت الذي يتنعّم هؤلاء في خيرات دول المنطقة ويسكنون فناذقها الفاخرة ويصمتون على تخاذل ساستها الذين يصمتون اليوم صمت القبور عما يحصل في غزة رغم القدرات المالية الهائلة والمتاجرة الدائمة بالقضية في إطار الشعبويات الممتدة عبر سنوات.
الأردنيون اختبروا هذه الأصوات طويلاً وباتوا محصنين من مخططاتها وسمومها، "والحديث في السموم يطول "، فشعبنا يعرف واجبه تماماً ، كيف لا وهو ينطلق من الإيمان بوحدة الدم والمصير ، مايجعل حرصهم وجهدهم منصب على الاردن وفلسطين ، خاصةً والأردن نصير فلسطين الأول والسند الذي يخترق كل الجدران للمساندة والدفاع عن الحقوق مايتطلب ان يظل في أمان يحافظ عليه وعلى جهوده الداعمة.
لم يبخل الأردنيون يوماً بالتضحية بالغالي والنفيس فس سبيل قضيتهم الأولى : فلسطين، ولن يبخلوا يوماً ، فهو ديدنهم المنطلق من واجب لاينتظرون شكراً ولاحمداً عليه، لكنهم ولا شك ينتظرون أن لايُقابل بالعبث والتشكيك والنكران ، لكن عزاءهم ان أصوات النشاز هذه لاتمثل فلسطين الحبيبة ولا أهلها العظماء الصامدين الذين يبادلون الأردن والأردنيين حباً بحب وثقة بثقة وحرصاً بحرص.