+
أأ
-

ربا عياش تكتب : أنا لا أصبو نحو عالم طوباوي.. لكن هل هذا فعلا أفضل واقع لنا؟ وهل هذا أفضل معنى لوجودنا؟

{title}
بلكي الإخباري





لقد عبثنا بعقلنا كثيرا ورسمنا أفكارا وأساطير في كثير من الأحيان لعلها تساعدنا على استيعاب واقعنا وتساعدنا في الارتقاء إلى بُعد أفضل، وفي أغلب الأحيان ونحن في طريقنا إلى العُلا كُنا نهبط بشكل مريب إلى الجحيم.





في كثير من الأحيان تحولت الأفكار النورانية إلى أفكار ظلامية تحمل بداخلها، عنصرية قاتلة، تمييز وتفريق بين البشر على أساسات لا وجود لها، عبث في الواقع البشري بشكل مريب.
نحن في ملحمة ومسرحية هزلية طالت.. كانت من ابتكارنا وحدنا، وجميعنا بشكل أو بآخر ندفع ثمن هذا الهراء
هراء فكري وعطب أخلاقي صدر منّا خلال تطورنا ونحن "الإنسان" المسؤولون عن كل ما يصدر منّا.
أضعنا طريقنا وحدنا كثيرا عن الهدف..





على يقين أننا لسنا كائنات "سيئة" بالمطلق.. لكن خلق الإنسان واقعا قائما على سرقة الوقت بشكل رئيسي، يسرق حياة الأشخاص..لأجل ماذا؟ الفُتات؟
واقع لا يكترث حقيقة لقيمة كل فرد بعينه..
مجتمعات وأنظمة مبنية بطريقة محكمة ليكون المهرب منها أشبه بمستحيل..
حرية العيش؟ برأيي مجرد وهم.. كيف لك أن تصمد وأنت تحاول تجنب هذا النظام؟
مهربك الوحيد سيكون إما نحو الغابات مثلا أو أن تصبح هامشيا منبوذا ..
فمصفوفة المجتمعات البشرية وجدت لتجعل البشر في عجلة من أمرهم، الفكرة أهم من البشر.. والرأس أهم من البقية
والغالبية في هلع مستمر لتأمين قوتهم.. لضمان وجودهم .. ولشحذ قيمتهم من معطيات وهمية..
وفي ذات الوقت النظام يتأكد من تشتيتهم، وفصلهم تماما عن الطبيعة وعن أنفسهم وإيمانياتهم، أفكارهم وجوهرهم.. شغفهم .. سلامهم .. راحتهم..
والأهم عن الحقيقية
وهنا يكمن المفصل..
الحقيقة.. التي ما زلنا نبحث عنها ولم يصل إليها أحد.
الحقيقة التي في سعينا إليها.. كان من المفترض أن نطور من أنفسنا ومجتمعاتنا.. ثم ماذا حدث؟
سقطنا في الهاوية.
أؤمن أن كل من يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة فهو يملك السراب فقط.. لا أحد منّا وصل إلى الحقيقة الكاملة.. ما زلنا في طور البحث عن معنى وجودنا.. نبحث عن أنفسنا بداخلنا.. نحاول تفسير الكثير.. نحاول تحليل انعكاس أنفسنا.. وما زلنا في محاولة لرؤية الصورة بشكل كامل وواضح..
قد نكون نملك أجزاء الحقيقة مثلا.. ولكن هذا النظام يعبث بها كثيرا .. يشوهها.. يحرفها.. ويحاول إخفاء بعض منها بشكل مقصود
تاريخنا البشري ليس صحيح بشكل كامل
آثارنا لم يتم الإعلان عنها جميعها بشكل واضح
أدياننا تم تفسيرها بأشكال مختلفة لأمر مقصود
تحولت لطقوس بلا مضمون.. وتم استخدامها بشكل مسيء للبشرية في مراحل كثيرة من الوجود
الصحة؟ يتم إنتاج السموم مقابل كل عقار طبي
التعليم؟ المناهج ممتلئة بالأخطاء الفادحة والمعلومات المغلوطة
فمن يمتلك الحقيقة والمعرفة الكاملة سيمتلك قوة أكبر وقدرة على تطويع الآخرين لمصلحته، لذا لماذا ستكون مُتاحة بشكل مجاني؟
من يمتلك الوهم وفتات العلم والمعرفة.. سيبقى ضائعا ..حاضره مُرتبك.. ومستقبله هش وغير مضمون.. والسيطرة عليه تكون أسهل.. واللعب بحاضره وواقعه يكون أيسر
ألسنا تماما نعيش في عالم لا يجيبنا على أسئلتنا بشكل واضح ويحترم وعينا وعقولنا
علامات الاستفهام فيه تتعاظم مع أننا المفترض نعيش في عصر متطور معلوماتيا وتكنولوجيا
على أي حال.. مجرد وجهة نظر ومحاولة في الوصول إلى الحقيقة الضائعة يوما ما..
إن وُجدت.