بشار جرار : عصابات بلاد حدود!

على وقع ما تشهده الإكوادور، هناك في أمريكا الجنوبية، ما زال العالم الجانح بتسارع نحو التعددية القطبية، ما زال يذكّرنا بعلاقة الجريمة بالفوضى والهزائم والخسائر حتى وإن حققت عصاباتها، نظاما أو أرباحا في غفلة من الوعي والضمير والعرف والقانون.لن أدخل بالتفاصيل الإكوادورية، لكنها صورة ليست ببعيدة عن العصابات التي غالبا ما تكون كما الشركات عابرة للحدود، تماما كما جيوش القوى العظمى والامبراطوريات عبر التاريخ البشري.عند كتابة هذه السطور، أعلن رئيس البلاد حالة الطوارئ، بعد أن عاثت عصابة الأشرار في الإكوادور -التي كانت توصف بالبلد الآمن في محيط يعج ويضج بأهوال المخدرات والجريمة المنظمة- عاثت فسادا بلغ حد احتلال سجن وجامعة ومحطة تلفزيونية في بث مباشر!«ضبع» الفريسة بمعنى تخويفها وقيام الضباع برشي وإفساد من يتصدى لهم، وترويع وإرهاب الآمنين، لطالما دفع ببعض المرجفين إلى الخوف والقول بمنطق «اللهم نفسي»! حتى إن بلغ السكين العظم، فاق الجميع على حقيقة أن الصحوة أتت بعد غفلة وتراخ كلّف الكثير، وأحيانا بعد «خراب مالطا أو بصرة».هكذا تسرق أعمار أجيال بأكملها بالسموم المسماة المخدرات. هكذا تضيع أوطان وتهدر كرامات ومقدرات شعوب وأمم، ما لم تكن يقظة وصحوة ونهضة تحسن استشعار المخاطر وتتقن صدها.ما يجري في الإكوادور قد يحرك المشاعر الوطنية في بلاد استباحتها عصابات سمت نفسها أحيانا نظما أو تنظيمات، لكن سلوكها أمام العالم وحتى شعوبها، ما خرج يوما عن خلفيته الإجرامية، قتلا كان أم قمعا أم فسادا.لا يسمح المقام بتسمية الأمور بمسمياتها لكنها لا تخفى على لبيب ولا على غيور، يحزنه ما آلت إليه الأوضاع في بعض الدول القريبة إلى وجدان كل حر في هذا المشرق العظيم.لم يرق لي يوما استخدام البعض كلمة «نظام» في التنديد بسياسة دولة أو حكومة، كون أي نظام أفضل تريليون مرة من الفوضى حتى وإن سموها ثورة! الفوضى وحش «ليفياذين» البحري الأسطوري، لا يدار توحشّه كما حسب من يقف وراء تأسيس ورعاية عصابات داعش الإجرامية وأخواتها من فراخ الأفاعي والحرابي التي لا زالت فلولها تغدر وتنهش.سم المخدرات الزعاف وأمواله الحرام لن يوفر حماية لنظام، ولن يمد تنظيما بأسباب القوة. فالطغمة القاتلة مصيرها القتل ولو بعد حين..اضرب يا رعاك الله اضرب، ليس الأردنيين وحدهم الذين يهللون ويكبّرون لكل ضربة وصلية وغارة، بل السوريون كلهم وأحرار العرب، وذوو النوايا والإرادات الحسنة في سائر أرجاء المعمورة.الإبداع والإقدام الأردني في خوض هذه المعركة، سيدرّس بعون الله في أكاديميات الدفاع والأمن في العالم.. ــ الدستور



















