+
أأ
-

نيفين عبد الهادي : الملك في المحافظات.. نهج هاشمي لم يغب يوما

{title}
بلكي الإخباري

نهج ملكي لم يغب يوما عن أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني، والتوجيه به دوما للوصول لما يحتاجه الوطن والمواطنون بشكل حقيقي وعملي، وذلك في النزول للميدان والاستماع من المواطنين ليكون ما يقدّم لهم منهم ولهم، ففي الجولات الميدانية رؤى ملكية هامة ونموذجية في القرب من الشارع وتقديم كل ما من شأنه الصالح العام والوطني، وتقديم كل ما يحتاجه الشارع المحلي في الوقوف على تفاصيل احتياجاته.

من محافظتي العقبة ومعان بدأ جلالة الملك الأسبوع الماضي جولة من الزيارات الميدانية تشمل محافظات المملكة كافة، في إطار نهج جلالته الذي يهدف القرب من الناس وترسيخ وتعميق مفاهيم التلاحم وروح العائلة الأردنية الواحدة، والوقوف على تفاصيل احتياجات المواطنين وحتى آمالهم، وخصوصية كل محافظة فيما تحتاج من مشاريع وخطط، وتوفير ما يلزمها بعد الاستماع لما يلزمها من مشاريع خدماتية واستثمارات وبشكل مباشر من المواطنين دون حواجز أو وسطاء.
وفي الجولات الميدانية مدرسة عبقرية في الإدارة السليمة، والتي تتجاوز كافة مدارس الإدارة النموذجية، إضافة لأهميتها في تطبيق «أهل مكة أدرى بشعابها» فليس هناك أكثر وضوحا وحسما من المواطنين أنفسهم في الحديث عن احتياجاتهم واحتياجات محافظاتهم، واختصار آلاف الدراسات والأبحاث التي يُمكن في نهاية الأمر أن لا تنقل الواقع كما هو، فليس هناك أدرى بواقع المحافظات وشعابها سوى أبنائها، وهو ما وجّه به دوما جلالة الملك بأن النزول للميدان هو الأجدى في كافة وسائل التطوير والتنمية والتحديث والإصلاح، والوسيلة الأنجع لبناء علاقة حقيقية وعميقة بين المواطنين وصانعي القرار والمسؤولين.
جولات جلالة الملك في محافظات المملكة والتي بدأت في زيارة العقبة الأسبوع الماضي، وتحديدا في الثامن والعشرين من شباط الماضي، وتلتها زيارة معان في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، نهج سياسي وإداري واقتصادي وحتى اجتماعي، يركز على أن الشأن الداخلي أولوية، ولا يمكن تجاهله أو اغفاله أيا كانت الظروف ولن يتم تأخيره لأي سبب من الأسباب أو ظرف من الظروف، وتأكيد على أنه لا يمكن تغييب الواقع المحلي لمصلحة أمور أخرى، وذلك بطبيعة الحال لا يتعارض مع قيام الأردن بواجباته حيال قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بكافة قدراته وامكانياته.
وبطبيعة الحال فإن جولات جلالة الملك طالما خرجت وتخرج عن الإطار الشكلي، فهي جولات تأخذ طابع العائلة الواحدة في اللقاءات المليئة بكل الحبّ والوفاء، وفي طبيعة الأحاديث والنقاشات، ليستمع جلالته للمواطنين ، ويوجّه على الفور بكل ما يحتاجون، ليس هذا فحسب، إنما يعاود جلالته زيارة ذات المحافظات بعد أسابيع أو أشهر للوقوف بنفسه على واقع تطبيق توجيهات جلالته وحلّ أي مشاكل وتحديات قدّمها ساكنو المحافظات.
وتحمل جولات جلالة الملك الكثير من الثقة بالأفضل، والطاقة الإيجابية للجميع، حيث يتحدث جلالة الملك دوما عن الإنجازات الأردنية، وأشواط التطوّر والتنمية التي قطعها والتي يستمر في تحقيقها، ليبعث في المواطنين كافة بأن القادم أفضل، وأن الأردن طالما جعل من التحديات فرصا تنقله لمساحات واسعة من النجاح والتطوّر والاختلاف الإيجابي الذي أبقاه دوما أيقونة تميّز على مستوى عالمي.
زيارات جلالة الملك وجولاته الميدانية لكافة المحافظات رسالة ملكية هامة تؤكد حرص جلالته على الوقوف على واقع الحال بنفسه ويعيش ظروف المواطنين عن قرب، ويفتح أبواب الحوار مع الجميع دون حواجز، برؤى حكيمة وتوجيهات صائبة وفذّة، فهي مدرسة عبدالله الثاني ابن الحسين في العطاء والتميّز وعبقرية التطوير، بالاقتراب من المواطنين، فهو نهج جلالته ليكون الأردن كامل الأوصاف بحرفيّة الواقع