علا الشربجي تكتب : اشكاليات فكرية و سياسية و اجتماعية في محاولة توحيد الهوية و المواطنة في المجتمع الاردني

قبل التعمق و تأطير موضوع الهوية و المواطنه "الاردنيه " سأتناول السؤال البدائي ":كيف تتشكل الهوية ؟
على الرغم من محاولات العولمة بتحويل الثقافة إلى سلعة ، تلك الثقافة التي تتحكم في التراكم و التفاعل و الصراع بين الهويات .
ان جدل الهويات ليس بالضرورة ان ينشئ الصراع بينها بل قد يؤدي الاحتدام إلى الاحتواء و هو ما يعرف بتلازم الثقافة و التعددية و التنوع .
يقول ادونيس في كتابه "موسيقى الحوت الأزرق " ان الهوية ليست معطى جاهزا و نهائيا و إنما هي عمل يجب إكماله دائما .
إذا هو مثلث متكامل من الهوية و العولمة و الثقافة في حالة تحول دائم
اثبتت التجارب ان الصراع بين الهويات يكاد يختفي في الدول المتقدمة حتى لو بقيت في الذاكرة بقايا تاريخ ، امًا في مجتمعات البلدان النامية فان ضعف الدولة المركزية و شح الحقوق و الحريات ينشئ الاحتدام في الهويات لتبدأ نزاعات الاثنية أو الدينية و يبدًا سجال الأصل و الفرع .
ليبدأ كل طرف بالاستعانة بثقافته السائده عند اندلاع العنف و احتدام الصراع
سؤال يطرحه اغلب ?المغتربين عن بلدناهم : هل المكان هو الذي يحدد الهوية ؟
علينا ان نعترف ان الزمان و المكان لهما تأثير كبير في تغيير الهوية لكن في بعض الحالات لا يؤثر هذا التغيير على الانتماء و هو ما يعتمد على التربية و التنشئة
و في بعض الأحيان و هو ما يحدث مع المغترب العربي “المتجنس “ حين تحدثه عن انتماءه للدولة التي يعيش بها ، تراه فورا يذهب إلى "مسألة الحقوق و الحريات "
هو ما غاب في الرقعة العربية .. شح المعرفة و نقص الحريات و استمرار المواقف السلبية تجاه المرأة و الأقليات يدفع بالمغترب إلى الدفاع بشكل لا شعوري لكن لا يفقده الانتماء
إذا من منهما ثابت و من هو المتغير .. الهوية أم الانتماء .
قبل الخوض في الهوية و الانتماء و المواطنه في المجتمع الأردني .. علينا ان نطرح اسئلة سنختلف جميعنا في إجابتها بل قد يحتد البعض فيما بينهم
هل حصل صاحب " الهوية الأردنية " على أصول المواطنه المتمثله بمجموعة القيم الإنسانية و المعايير الحقوقية و القانونية المدينة و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الدينيه ؟؟
هل من حصل على الجنسية الاردنيه لديه ذات الانتماء و المواطنة كالمواطن الاردني ؟؟
وهل ترتبط سنوات الجنسية بمدى الانتماء للوطن ؟؟
أم الأهم هو الانتماء للعشيرة و النسب .
تشير المواطنة في الحياة السياسية والاجتماعية للأردنيين إلى حقوق وواجبات الأفراد تجاه الدولة والمجتمع، بينما يفوز الوطن الانتماء والولاء و هو ما يعتبر من ضمن اساسيات بناء الدولة و تاثيرات الدولة العميقة على فكر و سلوك مواطنيها
قدرة السياسات العامه للدولة على فرض النظام العام و حكم القانون وجذب المواطن من العودة إلى الأصول العشائرية في حال تعرضه لمشكلة ما ، و ديمقراطية الدولة هي من تستطيع زرع الانتماء و المواطنه في المواطن
على أدوات الدولة ان تعي ان المواطنة لا تقتصر على حرية التعبير و لا تختزل في صندوق الانتخابات حتى و ان كانت من أساسيات الديمقراطيه بل الأساس هو تشاركية البناء و تقبل النقد لأخطاء القرارات لا اعتبارها تهجم على بنية الدولة .. و هذه معضلتنا عند البعض دون التعميم في الأردن .
حين نتخلص من سؤال أنت من وين ؟؟
اردني
من وين ؟؟
و كأن الموقع الجغرافي يحدد مدى قوة مواطنة المواطن
من أي عشيرة ؟
انسلخ الوطن و اختزل بالأشخاص
من أي فخذ ؟؟
داقت النظره
أضف إلى ذلك غياب الغطاء الإعلامي للدفاع عن حقوق المواطنين و اكبر حاجز يواجه الإعلاميين و الصحفيين قانون الجرائم الألكترونيه الذي يقف سدا منيعا في وجه الدفاع ضد الهجوم على ابناء الوطن .
يبدو انه آن اوان تغيير ادوات الإعلام و توجهاته ليكون عونا في مساعدة الدوله على إيصال مالا يتقبله الشارع من خلالها .

















