ديما الفاعوري : الدعم الملكي.. ركيزة التفوق والريادة في الرياضة الأردنية

تُسطر الرياضة الأردنية اليوم فصولاً جديدة من النجاح والتميز، مدفوعةً برؤيةٍ ملكية متقدة تعبر عن إيمانٍ راسخ بدور الرياضة في بناء الإنسان وصقل الشخصية الوطنية. بعيد الجلوس الملكي السابع والعشرين، يحدونا الفخر والاعتزاز برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي حول اهتمامه بالرياضة إلى استراتيجية وطنية تُثري الحاضر وتحتضن المستقبل.
منذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية ، لم يكن تصدير صورة الأردن إلى المحافل العالمية مقتصراً على الدبلوماسية أو الاقتصاد فحسب، بل امتد إلى الملاعب والصالات الرياضية، حيث ارتفع علم الوطن خفاقاً في قلوب الجماهير، حيث إن تأهل منتخب النشامى إلى كأس العالم 2026 هو إنجاز رياضيّ ، شاهد حي على بيئةٍ خصبة خلقتها الرعاية الملكية، تُنمي المواهب وتُشجع الطموحين.
إن حرص جلالة الملك على المشاركة الشخصية في الأنشطة الرياضية المحلية والدولية، يبعث رسالةً عميقة إلى كل شابٍ وشابةٍ أردنيين: «أنتم في القلب، وأن قضيتكم هي قضيتنا جميعاً». هذه المشاركة التي لا تتردد أمام أي تحدٍ بأنواعه، تشكل الوقود الذي يدفع الرياضيين إلى تقديم أفضل ما لديهم، وتنشر روح المبادرة والتضحية في ميادين التدريب والمنافسة.
ولعلّ التطوّر اللافت في البنية التحتية الرياضية يأتي كدليلٍ آخر على المنهجية المتكاملة التي انتهجها جلالته. من ملاعب كرة القدم الحديثة إلى صالات الألعاب القتالية، وكلها شهدت تحسيناتٍ جعلت من الأردن قبلةً لإقامة البطولات الدولية وتبادل الخبرات بين الأندية والاتحادات. هذا التأسيس المتين لا يهدف إلى نتائجٍ مرحلية، بل إلى صناعة جيلٍ مبدعٍ مستمرٍ في رفد الرياضة الأردنية بالإنجازات.
ولا يقتصر الدعم الملكي على توفير المنشآت، بل يتعداه إلى التشريع والتوجيه الحكومي، حيث وردت في كتب التكليف السامي للحكومات ضرورة إعطاء القطاع الرياضي مقومات الاهتمام والتمكين. هذه الرسائل التي تصل كل عامٍ إلى صانع القرار، تجعل الرياضة في صميم الخطط التنموية، وتؤكد أنها ليست رفاهيةً بل ضرورةً وطنيةً ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بهوية الأردن ومكانته الدولية.
وقد انعكس هذا الاهتمام على نتائج ملموسة تتجاوز كرة القدم إلى رياضاتٍ أخرى كالتايكوندو والكاراتيه وكرة السلة، وصولاً إلى الألعاب الفردية والقفز المظلي. لقد اعتلت البطلات والأبطال منصات التتويج في آسيا وأوروبا والعالم، وهم يحملون على صدورهم شرف تمثيل بلدٍ وضع ثقته في قدراتهم وصنع تاريخهم.
إن احتفاء الأردنيين بعيد الجلوس الملكي هذه الأيام لا يقتصر على التهاني والتبريكات، بل يمتد إلى استرجاع قصة عطاءٍ بلا حدود، حيث يلتقي الشغف الشعبي مع الرؤية القيادية، فتثمر إنجازاتٍ تُسطّر بأحرفٍ من ذهب في سجلات الوطن. هؤلاء أبطالٌ لم ينشأوا في فراغ، بل في بيئةٍ صنعتها إرادة فوقية وأدركت مدى تأثير الرياضة في وحدة المجتمع ونشر السلام والتواصل مع الثقافات الأخرى.
ويبقى الدرس الأهم أن الاستثمار في الإنسان، لا سيما في شبابه ورياضييه، هو الاستثمار الأنجع والأكثر استدامة. لقد ساهم الدعم الملكي في صناعة جيلٍ واثقٍ قادرٍ على تحدي الصعاب، يُعلي راية الأردن في كل ميادين التنافس. وهذا وحده الحصاد الذي يحقّق العبور إلى مستقبلٍ واعدٍ، تحكمه روح الطموح والإصرار المستمدّ من أعلى سلطةٍ في البلاد



















