زياد العليمي. يكتب : كارثة إنسانية: الحرب في غزة تحصد أرواح الآلاف

منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث تواصل الحرب الإبادة التأثير بشكل مدمر على حياة المدنيين. الأرقام المفزعة التي أوردتها وزارة الصحة، والتي تشير إلى سقوط نحو 58 ألف شهيد، تعكس حجم الفاجعة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني. هذا الرقم لا يمثل فقط إحصائية باردة، بل هو تجسيد لمعاناة عائلات فقدت أحباءها، وأطفال فقدوا آباءهم، ونساء فقدن أزواجهن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعداد الكبيرة من المفقودين تعكس حالة من الخوف وعدم اليقين، حيث يُقدر أن هناك عشرات الآلاف ممن فقدوا في ظل هذه الظروف القاسية. إن كل اسم يُضاف إلى قائمة المفقودين يمثل قصة إنسانية مؤلمة، تحمل في طياتها آلام الفراق والقلق المستمر على مصير الأحباء.
وعلى صعيد الجرحى، تشير التقديرات إلى إصابة نحو 140 ألف شخص، بينهم آلاف من مبتوري الأطراف. هؤلاء الجرحى ليسوا مجرد أرقام، بل هم أبطال يواجهون تحديات جديدة بعد أن فقدوا جزءاً من أجسادهم، ويحتاجون إلى دعم نفسي وطبي لعلاج صدماتهم. إن معاناتهم لا تقتصر على الجروح الجسدية، بل تمتد لتشمل الآثار النفسية العميقة التي سترافقهم طوال حياتهم.
تتطلب هذه الكارثة الإنسانية استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، حيث يجب أن تكون هناك تحركات فعلية لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة. إن الوضع في غزة يتطلب من جميع الأطراف المعنية العمل بشكل جاد لإنهاء المعاناة المستمرة، وتوفير الأمل لأولئك الذين فقدوا كل شيء.
في ختام هذا المقال، يجب أن نتذكر أن الأرقام تعكس فقط جزءاً من الحقيقة. خلف كل رقم قصة إنسانية، وكل ضحية تمثل فصلاً مؤلماً في تاريخ شعب عانى من ويلات الحروب. إن الأمل في السلام والعدالة لا يزال قائماً، ويجب أن يكون صوت الإنسانية هو السائد في هذه الأوقات العصيبة.



















