+
أأ
-

شوارب الدروز وجدائل الساموراي،، سلوكيات الطغاة لا تتغير

{title}
بلكي الإخباري

 

خليل النظامي 

ما تفعله قوات الشرع اليوم بحلق شوارب الدروز ليس مجرد إهانة شخصية، بل إعدام رمزي للكرامة والهوية. 

الشارب لدى الدروز ليس زينة وجه، بل شيفرة رجولة، وعلامة انتماء، وخط فاصل بين الحر والتابع،،، 

وحين ينتزع عنوة، ينتزع معه التاريخ، والهيبة، والحق في الوقوف شامخا،،، 

وهذا السلوك القذر لا يختلف شيئا عن ما فعله الخنازير الإنجليز حين أجبروا المقاتل والمحارب الساموراي بالتعاون مع الحكومة اليابانية الخائنة والمتواطئة على حلق جدائلهم، فحطموا بذلك قبائل محاربة بأكملها، واذلوهم أمام مراياهم، لا أمام العالم فقط،،، 

كلاهما الإنجليز بالأمس، وقوات الشرع اليوم فهموا أن أقصر طريق لكسر شعب ليس بالرصاص، بل بتحطيم رموزه أمام عينيه،،، 

فحلق الشارب ليس فعلا شكليا، بل عملية إخصاء ثقافي وإعلان احتلال معنوي، عنوانها : نزعنا شرف رجولتكم قبل سلاحكم.

وأنا هنا لا أهاجم الشرع وقواته، ولا أدافع عن الدروز الذين باعوا أنفسهم للصهاينة، ولا عن أولئك الذين تسندهم إسرائيل وتدفع لهم، بل أدافع عن القيم التي لا تتجزأ، عن الكرامة حين تداس، وعن الإنسانية حين تنتهك.

قد ينمو الشارب مجددا،، لكن الذل إن مر بصمت، يصبح سنة الطغيان القادمة،،،