م. خالد المعايطة. يكتب : لست قلق على ما فقدناه بل على ما تبقى وقد نفقده

لا زالت الانفعالات العاطفية المتسرعة هي المحرك الوحيد لردات الفعل عند الأغلبية بما فيهم الكثير من النخب والمثقفين.
على مدار الشهور الطويلة منذ 7/10/2023 والأغلبية تفكر ضمن سياق انفعالي مطلق.. فالقناعة كانت شبه مترسخة بأن حماس ستهزم اسرأئيل وبأن حماس هي زعيمة مشروع استرداد الكرامة المهدورة وبانه على الاردن ومصر الدخول الفوري بحرب لمساعدة حماس لتعزيز قدراتها على النصر.. ولم يتوقف هذا البعض للتفكير بالعواقب جراء ما سيحدث وبالنتائج المحتملة فعليا وبمصير غزة اولا.. ومصير فلسطين ثانيا.. ومصير سكان وأهل فلسطين.
الحروب علم وإمكانيات وتكنولوجيا و استخبارات واتصالات وأنظمة تحكم وتشويش واستطلاع وميزانيات مالية مكلفة وجيوش مدربة واسلحة متقدمة ومخزون كبير من الذخائر.... الحروب ليست اماني وادعية وصلوات او شباب َمتحمس.. باختصار وبلا تضليل.. لا يوجد دولة عربية واحدة أحسنت استعدادها عسكريا لهذا اليوم.
كان على الجميع ان يتفحص الحالة وان يقدم المشورة والنصح والرأي وفقا لواقعية الأحوال.. فالان وبعد مرور 77 سنة على نكبة عام 48 تجرأ الكيان وأعلن نيته ضم الضفة بعد أن حسم وضع غزة واستصدر موافقة الكينست على ذلك.. وها هو الآن يتحدث علنيا بأنه يسعى لفلسطين بلا سكان وأعتقد أنه يخطط بدقة اذلك.
الكيان هو اللاعب الأول بكل ما أصاب المنطقة منذ سقوط بغداد واعدام صدام ومرورا بقصص الربيع العربي بما في ذلك مشروع إنجاح الاخوان في مصر ثم تدمير سوريا وأغلب لبنان.. وكل ذلك تمهيدا لتنفيذ مشروعه بخلق شرق أوسط خاص به .. أما نحن وبنفس الوقت فلا زلنا نتقاتل علي تصريحات رجل في قطر اسمه خليل الحية.. وكاننا في حالة من التخدير الكلي العميق متجاهلين ان الكيان لا يريد انهاء حرب غزة حتى يكتمل مشروع ترتيب كامل المنطقة لصالحه.. ولغايات سياسية يدركها من يقرأون الحالة بعقلانية .
انا اليوم قلق جدا على مصر والاردن.. الخطر أصبح على أبواب هاتين الدولتين لأنهما من تبقى من قائمة الكيان العدو خارج سيطرتها وسلطته.. ولان مخططه لن يكتمل الا بعد ترتيب أوضاعه مع هاتين الدولتين.



















