+
أأ
-

منى الغانم. تكتب :إنتبه…أمامك مُنعطَف خَطِر…

{title}
بلكي الإخباري

 

في ظل تنامي خطابات الكراهية والتطرُّف والانغلاق الفكري والتضليل، تبرز اليوم ضرورة مُلِحَّة لفتح آفاق أوسع للحوار وتعزيز ثقافة الانفتاح الواعي لتحصين الوطن والمواطن ضد الدعوات المتطرفة والمشبوهة التي عملت على توظيف البُعد الأيدولوجي، والادعاء بإصلاح المجتمع لتحقيق أهدافها، وإضفاء صفة القداسة عليها من خلال التأثير العاطفي الزائف لاستقطاب المزيد من الاتباع والمؤيِّدين، وقَلب الرأي العام لصالحها على حساب مصالح الوطن العليا.

لا يتأتَّى ذلك الا من خلال رفع الوعي بتلكَ المخاطر، وتعزيز الخطاب الوطني المعتدل المتزن الذي يحوي كافة أطياف ومكونات المجتمع تحت راية وطنية صلبة وموحدة تهدف الى وأد الصراعات، ورَأب التَّصدعات، والابتعاد عن تراشق الاتهامات وتغذية خطاب التعصُّب والكراهية والتَّأزيم. 

مع ضرورة تعزيز الهوية الوطنية، فكلما ارتفع مؤشر القِيَم الوطنية، انخفضت نسبة التطرُّف الفِكري لدى الشعوب، واضمحلَّ تأثير دُعاة التطرف. 

كما يتوجَّبُ علينا محاربة الفِكر المتطرف المشوَّه مِعوَل هدم العقول والاوطان القائم على العنف والتدمير، وإحماء الصراع والانشقاق، ومعاداة المشاعر الوطنية السامية. وترسيخ سلطة القانون وقِيَم المواطنة والتربية الصالحة لمواجهة ذلك الاختراق الفكريّ.

مع عدم إغفال مكافحة التَّطرف الرقميّ الخطير الذي امتدت اذرعهُ الخفيَّةُ مؤخرًا بإدارة جماعات عنصرية و إرهابية متطرفة تستهدف فئة الشَّباب خاصةً وتُجنِّدها من خلال الفضاء الرقمي لزرع بذور الفتنة والفوضى، والتَّرويج للعنف والتطرف في المجتمعات، وتجييش الشارع ضد الدُّول مُستغلةً العمى الفكري، وروح الانهزام والانقياد لدى الحشد الجماهيري. 

وحدَتُنا أساسُ قُوَّتنا، والوطن هو منبعُ الأمن والأمان والاستقرار والكرامة، علينا المُضيّ قُدُمًا بخطواتٍ راسخة لتحقيق تقدُّمهِ وازدهاره، وحماية وحدته ومُكتسباته ليبقى حِصنًا منيعًا ضد أيّ خطر يهدِّدُ أَمنه واستقراره وسلامهُ وسيادتهُ، فقِيَمُنا راسخة، وجذورنا عميقة، وقلوبنا تعشقُ هذه الأرض.