المهندس خالد بدوان السماعنة. يكتب : حين يتكلم التعديل بلغة الدولة

في محطات العمل العام، تأتي التعديلات الوزارية لا لتغلق فصولًا، بل لتفتح صفحات جديدة في كتاب الدولة، الذي لا يكتبه فرد، بل تكتبه الرؤية الشاملة، والمرحلة، والسياق العام.
التعديل الأخير على حكومة الدكتور جعفر حسان لم يكن مفاجئًا، بل جاء ناطقًا بلغة الدولة: تلك اللغة التي تفهم أن الثابت الوحيد في الحياة العامة هو التغيير المدروس، والتجديد المحكوم بالحاجة، وتدوير الأدوار وفق مقتضى المصلحة العامة.ذ
في مثل هذه اللحظات، يظل التقدير لمن غادر قائمًا؛ فقد أدّوا أدوارهم في زمنهم، وكانوا جزءًا من مسار وطني لا يُقاس بمرحلة واحدة ولا باسم واحد. وتمامًا كما نودّعهم باحترام، نستقبل زملاء جددًا بثقة، لأن الدولة لا تُراهن على الأشخاص بقدر ما تُراهن على القدرة على الاستمرار، والبناء، والتكامل.
التعديل هنا لم يكن تعبيرًا عن أزمة، بل عن وعيٍ عميق بضرورة المواكبة، وضخ طاقات جديدة قادرة على حمل الملفات الثقيلة، والتفاعل مع نبض الناس، ومواصلة البناء على من سبق.
الدولة الأردنية، بقيادتها الهاشمية، أثبتت مرة تلو الأخرى أنها تتعامل مع التغيير كأداة تجديد، لا كهدم أو إنكار. فالثقة التي تُمنح في كل تعديل ليست فقط تكليفًا رسميًا، بل شهادة على أن مسار الإصلاح لا يتوقف، وأن زمن الجمود قد ولى.
كواحد من أبناء هذه المؤسسة، وكشاهد قريب على تفاصيل العمل اليومي، أجد في هذا التعديل رسالة إيجابية تحمل بين طياتها دعوة للاستمرار، لا القطيعة... للتجديد، لا المحو... وللإيمان العميق بأن الحكومات تُقاس بمجموع أدائها، لا بأسماء أفرادها.
المرحلة القادمة تتطلب من الجميع – من بقي ومن جاء – أن يعملوا بروح واحدة، وهدف واحد، وأن يعوا تمامًا أن ثقة جلالة الملك ليست امتيازًا، بل مسؤولية.
وأن صوت الدولة حين يتكلم، لا يطلب التصفيق، بل الإنجاز.
دمت يا أردن بخير



















