+
أأ
-

كنان مبيضين يكتب :- الأحزاب والشباب في الأردن: فجوة الثقة

{title}
بلكي الإخباري

 

 

بالأمس حضرتُ ندوةً لإحدى الأحزاب السياسية في العاصمة عمّان. كانت هذه زيارتي الأولى لأي مقر حزبي في حياتي، وكنت أعتبرها فرصة لاكتشاف التجربة الحزبية عن قرب. دخلت القاعة بعين المراقب والفضولي الذي يبحث عن معنى حقيقي لفكرة الانخراط السياسي والعمل الحزبي.

لكن ما شهدته كان غريبًا بعض الشيء. شعرت أن الحزب أقرب ما يكون إلى “ديوانية” تقليدية، حيث الطموح بالوصول إلى الدولة حاضر، ولكن بأي طريقة كانت. وبينما كنت أترقب النقاش، دخل شاب أنيق يحمل فناجين القهوة التركية ويوزعها على نحو خمسين شخصًا من الحاضرين. في البداية اعتبرتها ضيافة عادية، لكن سرعان ما عاد الشاب نفسه يحمل صينية عليها أطباق “وربات” وحلويات شرقية.

في تلك اللحظة، تكرّست داخلي فكرة أن كثيرًا من الأحزاب ما زالت تُدار بروح المجالس الاجتماعية أكثر من كونها مؤسسات سياسية. شعرت أن الحياة الحزبية لدينا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل لتتحول إلى فضاء جادّ للتفكير والتخطيط والتأثير.

بكل صراحة، لم يكن هذا ما قصده سيد البلاد حين دعا لتفعيل دور الأحزاب. كانت الرؤية أن تكون هذه الكيانات منصات للمبادرة والعمل والتطوير، لا مجرد أماكن للضيافة والحوارات العامة التي تنتهي بتناول الحلوى. كان الأجدر بالحزب أن يخرج من هذه الندوة بورقة توصيات واضحة تعبّر عن النقاش الذي دار، بدل أن ينتهي الأمر عند حدود القهوة والوربات