الاحتلال يواصل خروقاته.. ونتنياهو يسعى لـ"تقسيم غزة"

تسعى الحكومة المتطرفة لطرح خطة لتقسيم غزة خلال مباحثاتها مع الجانب الأميركي الذي يزور وفده المنطقة في محاولة لمنع انهيار خطة الرئيس "دونالد ترامب" وضمان الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل خروقات الاحتلال المتواصلة منذ سريانه.
وتشهد المنطقة حراكاً أميركياً جديداً لتثبيت اتفاق وقف حرب غزة، من خلال زيارة كل من المبعوث الأميركي "ستيف ويتكوف" ونائب الرئيس الأميركي، "جيه دي فانس"، إلى فلسطين المحتلة للقاء رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، ومناقشة "المرحلة الانتقالية"، التي تعني عمليا تقسيم قطاع غزة إلى منطقتي سيطرة مؤقتتين إلى حين استكمال خطة "ترامب"، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
وأعلن "نتنياهو" قبل الزيارة الأميركية المرتقبة أنّ "معبر رفح لن يُفتح حتى إشعار آخر"، مهدداً بأن حكومة الاحتلال تعتزم منع دخول معدات إعادة الإعمار والآلات ومواد البناء إلى القطاع في هذه المرحلة.
وبحسب وسائل إعلام الاحتلال، فإنّ المباحثات الأميركية الصهيونية ستتركز على "مرحلة انتقالية قصيرة ومتوسطة المدى" ما تزال ملامحها غير واضحة، خصوصا في ما يتعلق بالجهة التي ستتولى إدارة المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال ميدانيا.
وتتضمن المقترحات المطروحة تحويل المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال إلى "نموذج أولي لإعادة الإعمار"، تُقام فيه مدارس وعيادات ومبان عامة ومخيّمات منظّمة ومساكن جاهزة، إلى جانب إعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بزعم أن المناطق الجديدة" ستشكّل مناطق إنسانية مؤقتة لفترة طويلة حتى اكتمال مشاريع الإعمار، وفق ادّعاءات الاحتلال.
يأتي ذلك في ظل قيام جيش الاحتلال، أمس، بشن غارات عدوانية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، واتهامات للحركة بـ"انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار"، وهو الأمر الذي نفته الحركة.
وفي خرق جديد للاتفاق خلافا لما يزعم، أستشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء غارات جوية صهيونية عدوانية ضد غربي دير البلح وسط قطاع غزة، وشرقي جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت مدينة رفح جنوبي القطاع بعدد من الغارات الجوية، أسوة بشرقي خان يونس جنوباً.
ويواصل جيش الاحتلال قصف مختلف أنحاء قطاع غزة، ولم يفتح بعد جميع المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد "المكتب الإعلامي الحكومي" في قطاع غزة استمرار خروقات الاحتلال بعد وقف الحرب، حيث ارتقى 38 شهيدًا وأُصيب 143 فلسطينياً بجروح متفاوتة نتيجة خروقات الاحتلال المتواصلة.
وقال المكتب الإعلامي، في تصريح له أمس، إن الاحتلال "ارتكب منذ إعلان انتهاء حرب الإبادة العديد من الخروقات المُوثقة، والتي تنوعت بين جرائم إطلاق النار المباشر على الفلسطينيين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمّد، واعتقال عدد من المدنيين".
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، عزت الرشق، إن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أن سلطات الاحتلال هي الطرف الذي يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع لتبرير جرائمها.
وأشار الرشق، في تصريح له أمس، إلى أن محاولات "نتنياهو"، للتنصل من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق.
ورفضت "حماس" الادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأميركية، ونفت "جملةً وتفصيلاً المزاعم الموجّهة بحقّها حول "هجوم وشيك" أو "انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن هذه "الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الصهيونية المضلِّلة، وتوفّر غطاء لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظَّم ضد الشعب الفلسطيني".
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، إن "سلطات الاحتلال هي التي شكّلت وسلّحت وموّلت عصابات إجرامية نفّذت عمليات قتل وخطف، وسرقة شاحنات المساعدات، وسطو ضد المدنيين الفلسطينيين، وقد اعترفت علنًا بجرائمها عبر وسائل الإعلام والمقاطع المصوّرة، بما يؤكّد تورّط الاحتلال في نشر الفوضى والإخلال بالأمن".
وأكدت أنّ "الأجهزة الشرطية في غزة، وبمساندة أهلية وشعبية واسعة، تقوم بواجبها الوطني في ملاحقة هذه العصابات ومحاسبتها وفق آليات قانونية واضحة، حمايةً للفلسطينيين وصونًا للممتلكات العامة والخاصة".
ودعت "الإدارة الأميركية إلى التوقّف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة، والانصراف إلى لجم انتهاكاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي مقدمتها دعم هذه العصابات وتوفير الملاذات الآمنة لها داخل المناطق الخاضعة لسيطرته".
بدوره، قال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن المقاومة الفلسطينية "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار"، داعيًا الوسطاء والدول الضامنة إلى "لجم الاحتلال ووقف خروقاته"، ومؤكداً أن "الأجهزة الحكومية منتشرة في مختلف مناطق القطاع وتقوم بواجبها على أكمل وجه".
وفي وقت سابق من يوم أمس؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة "استلام 15 جثمانا لشهداء تم الإفراج عنهم من قبل الاحتلال وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 150 جثماناً"، مشيرة إلى أن "بعض الجثامين تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب للأعين".
وقد ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 68 ألفاً و116 شهيداً، بالإضافة إلى 170 ألفاً و200 مصاب منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.


















