+
أأ
-

2025 محطة مفصلية في مسار التعليم العالي نحو الجودة والابتكار والتنافسية

{title}
بلكي الإخباري

ذ انتقلت السياسات من التركيز على التوسع الكمي إلى ترسيخ الجودة والابتكار والتنافسية، ضمن رؤية وطنية جعلت من الجامعات رافعة للتحديث الاقتصادي وأداة فاعلة في بناء رأس المال البشري وتعزيز حضور الأردن الإقليمي والدولي في مجالات التعليم والبحث العلمي.

وقال أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالوكالة شادي مساعدة في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية(بترا)، إن الوزارة واصلت خلال العام الحالي تنفيذ سياسات تطويرية ركزت على تحسين جودة المخرجات الأكاديمية، من خلال مراجعة واعتماد برامج نوعية تواكب متطلبات سوق العمل، وتعزيز الشراكات مع جامعات ومراكز بحثية مرموقة، ما أسهم في زيادة عدد الاعتمادات الدولية للكليات والتخصصات في الجامعات الأردنية، وتعزيز حضورها الخارجي.

وأضاف، إن ملف التحول الرقمي شهد نقلة لافتة عبر توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، وتحديث أنظمة القبول والاعتراف والشهادات، الأمر الذي عزز كفاءة الإجراءات، وسهل وصول الطلبة إلى الخدمات، ورفع مستوى الحوكمة والشفافية في قطاع التعليم العالي.

وأشار إلى أن الوزارة أولت دعم الطلبة أولوية متقدمة من خلال توسيع مظلة المنح والقروض الجامعية، وتوجيه الدعم للفئات الأكثر حاجة، بما يكرس مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، ويضمن استمرارية الطلبة في مسيرتهم الأكاديمية.

وفي سياق الحضور الدولي، أوضح مساعدة أن الوزارة وسعت شراكاتها الخارجية، حيث اختتمت أعمال ملتقى التعليم العالي التركي–الأردني في أنقرة بتوقيع مذكرة تفاهم فتحت آفاقا جديدة للتعاون الأكاديمي واستقطاب الطلبة، إلى جانب مشاركة الوزارة في إطلاق مركز التعاون الصيني العربي للعلوم والتكنولوجيا في مجال الصحة العامة، بما يعكس انخراط الأردن الفاعل في المبادرات العلمية الدولية.

وبين أن 2025 شهد توقيع مذكرات تفاهم (برامج تنفيذية) في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتبادل الطلبة مع كل من إندونيسيا وأوزبكستان وكازاخستان، ما يزيد من فرص استقطاب الطلبة الوافدين مستقبلا.

وأشار إلى أن المملكة سجلت رقما قياسيا غير مسبوق في أعداد الطلبة الوافدين، بوصول عددهم إلى 55410 طلبة من 119 دولة مع بداية العام الجامعي 2025–2026، بزيادة ملموسة عن العام السابق، نتيجة خطة تنفيذية متكاملة لترويج التعليم العالي الأردني.

وأوضح أن الخطة شملت إطلاق الهوية البصرية الجديدة "أدرس في الأردن"، والمشاركة في معارض تعليمية دولية في إقليم كردستان العراق ومصر والسعودية، إلى جانب تنظيم معارض متخصصة للجامعات الأردنية، وتنفيذ جولات ترويجية خارجية، وتكريم الطلبة الوافدين المتفوقين بوصفهم سفراء للأردن.

وأضاف إن الوزارة أطلقت مبادرات داعمة للطلبة الدوليين، من بينها مسابقة "مقرئ الطلبة الوافدين"، إلى جانب تدشين منصة "تميز" الإلكترونية لتسليط الضوء على قصص نجاح خريجي الجامعات الأردنية من غير الأردنيين.

وفيما يتعلق بتنظيم القبول، أكد مساعدة، أن وحدة تنسيق القبول الموحد أنهت عمليات القبول للدورات المختلفة بكفاءة عالية، حيث جرى ترشيح أكثر من 46 ألف طالب لمرحلة "البكالوريوس"، ونحو 8 آلاف طالب للدبلوم المتوسط، إضافة إلى قبول طلبة في الدورة التكميلية، وترشيح طلبة لمقاعد التبادل الثقافي، مع إعلان جميع القوائم قبل بدء التدريس في الجامعات والكليات الرسمية.

وأوضح أن مجلس التعليم العالي وافق على استحداث 201 تخصص نوعي وحديث في الجامعات الرسمية والخاصة، ليرتفع إجمالي عدد التخصصات إلى 2430 تخصصا في 83 مؤسسة تعليم عال، فيما بلغ عدد الطلبة الدارسين نحو 480 ألف طالب، ونسبة الطلبة الوافدين 11.5 بالمئة وعدد أعضاء هيئة التدريس 14152 عضوا.

وحول محور الابتكار، لفت مساعدة، إلى إطلاق بوابة إلكترونية للطلبة الأردنيين المبتعثين في الخارج، إلى جانب التعاون مع شركة "Google" لإتاحة استخدام أداة الذكاء الاصطناعي "Gemini" مجانا لطلبة الجامعات لمدة عام.

من جهته، قال المستشار الإعلامي والناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهند الخطيب لـ(بترا)، إن مجلس الوزراء وافق على تخصيص سلفة لوزارة التعليم العالي بقيمة 10 ملايين دينار، توزع على الجامعات الأردنية الرسمية لتغطية نفقاتها، وتمكينها من تأجيل تحصيل الرسوم الجامعية المسبقة للطلبة المتقدمين بطلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقرو�� الداخلية للعام الجامعي 2025–2026، بما لا يؤثر على إيرادات الجامعات الرسمية.

وأضاف إن وزير التعليم العالي، عمم على رؤساء الجامعات الرسمية تأجيل دفع الرسوم إلى حين استكمال إجراءات الصرف.

وأكد الخطيب، أن الوزارة واصلت تعزيز الحوكمة وضبط الجودة، من خلال إجراءات رقابية شملت إغلاق مكاتب جامعية مؤقتا لحين تصويب أوضاعها، وتوجيه إنذارات لمكاتب أخرى، إلى جانب عقد ورش توعوية حول إدارة وتقييم الأداء.

وأشار إلى أن حصاد 2025 يعكس منظومة إنجازات مترابطة عززت ثقة الطلبة المحليين والدوليين بالتعليم العالي الأردني، ورسخت دوره كرافعة للتنمية المستدامة وبناء المستقبل.