د.رامي الحباشنة يكتب... جذور الصدمة الوبائية في المجتمع الاردني .

هل خطورة كورونا تتفاقم بيالوجيا أم إجتماعيا؟
ما هي الأوبئة الثلاث التي إجتاحتنا مع الجائحة؟
_ بالنظر إلى العوامل الاجتماعية التي تقوم عليها الشبكات الاجتماعية و إحتمال الإصابة ، والاختلافات في معدلات الاعتلال والوفيات من فترة لأخرى ، يجدر بنا البحث في التعريف الاجتماعي للوباء نفسه ، وفهم أن الطريقة التي يدرك بها المجتمع الأردني و يتفهم انتشار الفيروس لا يمكن اختزالها في الواقع الطبي للفيروس ، ولكنها تتبع منطقا اجتماعيا. اللحظة التي يصبح فيها الوباء الفيروسي حقيقة اجتماعية هي لحظة تعريفها الاجتماعي ، واللحظة التي تصبح فيها كارثة هي عندما تعطل الواقع الحقيقي المسلم به.
_ اكتشاف الفاعل الميكروبي لا يكفي لظهور جائحة فيروسية
إن تتبع طرق الانتقال ، واكتشاف المشتبه بهم (من خلال تتبع المخالطين) والأفراد المصابين (من خلال التشخيص والاختبار) ، ينتج بيانات تشير إلى انتشار فيروس كورونا ، و يمكن اعتبار المراقبة الوبائية في الوقت الحقيقي للأوبئة "نظريات اجتماعية متحركة"
وبناءا على ما سبق لقد واجهنا ٣ أنواع من الأوبئة إجتماعيا خلال الفترة الماضية كما يلي :
أولا : وباء التفسير والارتباك الجماعي.
كان هناك صعوبة في فهم كيفية تحول المجهول (الظهور غير المتوقع للفيروس) إلى أشياء معروفة (مثل الحقائق العلمية مثل تحديد الفيروس) ، هذا نتج عنه حالة من الإستهانة خاصة فيما يتعلق بمعادلة ( التقليل من خطورة التهديد) وتخفيف حالات عدم اليقين الناتجة عن ضعف الإيمان بالتقدم والحلول التكنولوجية والطبية والوقاية.
ثانيا : وباء الخوف والريبة.
في أعقاب التهديد الوبائي ، أصبحت إجراءاتنا اليومية وهياكلنا ، والتي عادة ما تكون مصدرا للاستقرار والقدرة على التنبؤ ، وبالتالي الأمن ، موضع شك. ، وعليه تم الإدراك بشكل متأخر بأن الوباء يسلط الضوء على المعضلة الأساسية للتواصل البشري: "التفاعلات التي تجعلنا مرضى تشكلنا أيضا كمجتمع" .
ثالثا : وباء التكيف مع الروتين المعطل
تتشابك الاستجابة الاجتماعية لوباء كورونا في كل مجال مجتمعي، مما يؤثر على القطاع الاقتصادي والرعاية الصحية والتعليم والمجال المعيشي وما إلى ذلك. وفي مجتمع من مجتمعات العالم الثالث كالمجتمع الأردني تركز النظر على التكيف الاقتصادي فقط سواء على الجانب الرسمي أو الشعبي ، في حين أن مختلف القطاعات إحتاجت أن تخضع لعمليات التكيف الجزئية المستمرة مع الموقف حتى لا تنهار كثير من القطاعات و الشرائح كما حدث ، خاصة عندما تكون المعرفة المتاحة محدودة للغاية.
د. رامي الحباشنة /رئيس قسم علم الإجتماع في جامعة مؤتة



















