حتى لا ننسى، الحرب على غزة لم تنته، لم تنته الحرب على أطفالها ونسائها والأبرياء من المدنيين، بل هي مستمرة بمجازر يومية لمنازل مدنيين أبرياء، ويرتقي عشرات الشهداء يوميا، حتى وإن حاول البعض تغيير وجهة بوصلة الاهتمام لقضايا أخرى، فغزة ما تزال تعيش حربا تزداد خطورة يوما بعد يوم، وعنفا، فهي الحرب التي لم تضع أوزارها حتى اللحظة بل هي مستمرة بضحايا من الشهداء بزيادة في أعدادهم دون توقف.
حتى لا ننسى، غزة ما تزال تعيش حرب تجويع وتحديات وعقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لها، بإجراءات من الاحتلال تحدّ من وصولها وبكميات قليلة، ما يجعل من موضوع المساعدات ما يزال حاضرا ولم يتم التوصل لحلول جذرية له، على الرغم أيضا من محاولة إصرار البعض على إغماض عيون الحق والعدالة عن غزة بقضايا أقل ما توصف به أنه ليس أوانها، ففي واقع الحال أن غزة ما تزال تعاني وتفتقر لكافة الاحتياجات ومقومات الحياة الأساسية.
جلالة الملك عبدالله الثاني في كافة اتصالاته ولقاءاته ومباحثاته منذ بدء الحرب على أهلنا في غزة، وحتى خلال الآونة الأخيرة وفي ظل كافة الظروف التي تشهدها المنطقة، يؤكد جلالته «ضرورة إنهاء الحرب على غزة، التي أدت إلى تصعيد خطير في المنطقة، وأهمية حماية المدنيين، وزيادة المساعدات الإنسانية وإيصالها بشكل مستدام»، وهذا هو جوهر الحال والواقع للمنطقة والعالم، لتبقى غزة حاضرة على الطاولتين الإقليمية والدولية، وعدم نسيانها أو إغفال خطورة ما تشهده منذ سبعة أشهر، واضعا جلالته هذا الجانب أولوية بسعي لإنهاء الحرب التي دون شك ستنتهي معها أزمات كثيرة والتصعيد الذي تشهده المنطقة.
لم تغمض عين الأردن عن الأهل في غزة، وفي ذلك جهود تبذل كبيرة وضخمة لجهة وقف الحرب ولجهة إيصال المساعدات، فلم ينس للحظة أهلنا في غزة وضرورة وقف الحرب التي تعدّ الأقسى والأسوأ بتاريخ الحروب، إضافة لما يبذله من جهود جبّارة لإيصال المساعدات برا وجوا، بكميات كبيرة في سعي حقيقي لمدّ يد العون والسند لأهلنا في غزة، بإصرار على نُصرة غزة دون التوقف عن أي جهد يبذل بهذا الاتجاه، لم يألف الصور ولم يعتد المشهد إنما يمضي بعهده ووفائه لدعم أهلنا في غزة ونصرتهم.
انتهاء الحرب وايصال المساعدات وحماية المدنيين، ثوابت أردنية يؤكد عليها سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا، ويرى أن إنهاء الحرب يحمي المنطقة والعالم من أي تصعيد كما شهدت المنطقة مؤخرا، ففي وقف الحرب سلام ينعم به العالم والمنطقة كما ستنعم به غزة، وهذا ما يجب أن تتجه له الجهود العربية والعالمية اليوم، فغزة ما تزال تعيش حربا خطيرة، إن لم تقف سيبقى واقع الحال غير آمن، بل وخطيرا، وحتما سيجر المنطقة لمزيد من الأزمات التي لن تنحصر بجغرافيا محددة.
حتى لا ننسى، علينا ألا نعتاد المشهد، غزة تئن وتتوجع، والعدوان الإسرائيلي ما يزال مستمرا، ويجب وقفه بل ومنع إسرائيل من فرض أجندة الحرب على المنطقة وصرف الأنظار عن ما يجري في غزة كما أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ليكون التركيز على المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، فلا بد من التذكّر والتذكير دوما بأن غزة هي الأولوية حتى وقف الحرب وعدم ترك أي أجندات أو قضايا أخرى يفرضها الاحتلال وغيره لتغيير وجهة عين الاهتمام العربي والدولي لما هو ثانوي وأقل أهمية
.
اترك تعليقاً