شحاده أبو بقر يكتب: الكويت

بلكي الإخباري
دولة الكويت الشقيقة مكلومة اليوم برحيل أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح جبر الله مصابها، ووفق أميرها الجديد الشيخ مشعل الصباح لمواصلة نهجها العروبي النقي الصادق الأصيل.
لم تكن الكويت بشعبها وبأميرها وبرلمانها وحكومتها في يوم من الأيام، إلا في طليعة المدافعين عن العرب وقضاياهم، وفي المقدمة منها قضية فلسطين.
وبالمناسبة، فلقد زرت هذا البلد العربي الأصيل مرتين، الأولى بدعوة من وزارة الإعلام، والثانية ضمن وفد برلماني.
ويشهد الله، والشهادة بين يديه سبحانه، يجب أن تكون شهادة حق، فلقد خالطني شعور عفوي بأن هذا البلد وهذا الشعب، أنموذج فريد في النقاء وكرم الخلق وصدق الموقف الأخوي من كل ما هو عربي.
تعرضت دولة الكويت في حقبة سابقة، إلى احتلال من جار عربي، وتباينت مواقف العرب من ذلك الأمر، ولهذا فلقد كنت أظن أن الكويت لن تنسى مرارة ما جرى وما حل بها لعقود طويلة جدا.
أبدا، ما نسي شعب الكويت الشقيق وأمراؤها وحكومتها وبرلمانها، كل هذا، وصاروا الاميز في الدفاع عن الحق أينما كان، وها هم اليوم، يتخذون الموقف المشرف من فلسطين وقضيتها والحرب الظالمة التي تشن ضدها.
الكويت، بلد الحرية والديمقراطية والعروبة الصادقة التي لا مجاملة فيها، وهي البلد الذي ترتاح فيه لطيب المعشر الإخوي الكريم هناك، لا بل وينتابك الإعجاب بسياساته الواضحة وضوح الشمس، انتصارا للأمة، وحرصا على سلامة وحدة صفها.
في الكويت صراحة ليس فيها نفاق، وكرم عربي أصيل لا يجاريه كرم، ونخوة حق فطري دعما لكل توجه يخدم الأمة العربية.
الكويت مختلفة عن كثير سواها، حيث الحكمة والشجاعة في اتخاذ الموقف العروبي أيا كانت ارتداداته عليها.
دولة الكويت صانها الله من كل شر، لا تحمل حقدا على أحد من أمتها، وهي دولة صديق صدوق للأردن، ولو وظفت الأمة حكمة الأردن والكويت في مسارها، لأحدث هذا فرقا نوعيا كبيرا في حياة الأمة كلها.
نعزي أهلنا في بلد المودة وطيب الملقى والملفى برحيل سمو الشيخ نواف رحمه الله، ونتمنى لهم الخير كل الخير، بقيادة سمو الأمير مشعل حفظه الله.
الكويت واحة محبة لا تشوبها شائبة في زمن عالمي مر مرير مشحون بالكثير مما لا يبعث على راحة بال، فليحفظها الله.. هو سبحانه من أمام قصدي



















