+
أأ
-

احمد الحوراني : مـع عبد الله الثاني.. القائد الرشيد

{title}
بلكي الإخباري

سيكون العام الجديد ألفين وأربعة وعشرين عامًا لافتًا ومميزًا في حياة الأردنيين إذ تستوقفهم فيه مناسبة عزيزة يتمّون فيها مع قائدهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، خمسة وعشرين عامًا في مسيرة الخير والعطاء والإعمار والتنمية التي تولّى حفظه الله زمامها في السابع من شباط من العام 1999، عقب انتقال المغفور له الملك الحسين بن طلال إلى الرفيق الأعلى، وحين انطلقت المسيرة، فقرأ الأردنيون وأمعنوا بمفردات رسالة القائد التي كان مضمونها: إن ما أذن به الحسين وأراده وشيّده، بجدّه وجهده، وبحله وترحاله، مستمر ولن يتوقف، وأن ارث الحسين باق فينا أبدًا، هديًا يمضي على دربه الأردن لبناء مجتمع عصري على أسس راسخة من الحداثة والانفتاح المنسجم مع القيم والأصالة.

في هذا العام 2024، الذكرى الخامسة والعشرين (ربع قرن) لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، يمضي أبناء وبنات الوطن قدمًا في مسيرة البناء والإنجاز والإصلاح الشامل التي انتهجها قائدهم، ويتطلعون بعزم وإرادة إلى المزيد من العمل والعطاء في مجتمع تسوده الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان، والاعتماد على الذات للوقوف أمام التحديات وتجاوزها وصولًا لمستقبل أفضل، المواطن فيه، هو الحلقة الأهم لجني ثمار وعائدات تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وفي هذا العام، نستذكر حجم العمل الدؤوب والموصول الذي يقوم به مليكنا المفدى في مسيرة الإصلاح والتنمية وفي جولاته التفقدية والإنسانية على بوادي ومخيمات وقرى ومحافظات المملكة وفي لقاءاته المفتوحة وحواراته الصريحة التي يجريها مع كافة شرائح أبناء شعبه بتواضعه الفريد بعيدًا عن بروتوكولات غيره من الملوك والقادة والاستماع الى مطالبهم وتلبيتها والزام الجهات ذات العلاقة لوضع الخطط العملية لها وبأجندة زمنية لتنفيذ هذه المشروعات.
وفي هذا العام (يوبيل جلالته الفضي)، نستذكر إنجازاته ونحن نجد الأردن في عهده الأغر يزداد قوة ويغدو أكثر منعة وأشد صلابة في مسيرته وما شهدته كل مؤسسات الوطن وقطاعاته من تطوير كبير، ففي عهد جلالته عشنا المزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين وشهدنا في عهده الميمون سعي جلالته إلى إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام وتقدم الحريات المدنية.
وفي هذا العام (يوبيل جلالته الفضي)، نستذكر ما شهدناه من حرص ملكي رصين على سن التشريعات الضرورية التي أمّنت للمرأة الأردنية دورًا متكاملًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة، فأصبحت تشارك بفعالية في صنع القرار وتولت مناصب متقدمة في الدولة، فهي العين والنائب والوزيرة، والقاضي، والسفيرة، وفي القطاع الخاص نجد المرأة في أكثر المواقع حساسية وأهمية، وتمكنت بفضل خبراتها ومؤهلاتها من تحقيق المنجزات التي فاقت التوقعات.
وفي هذا العام (يوبيل جلالته الفضي)، كيف نغفل عن فلسطين وغزة اللتان عاشتا في وجدان الملك وفي حلّه وترحاله، وكيف ننسى حجم جهد في النواحي السياسية والإنسانية والدبلوماسية التي قادها وطاف من أجلها أصقاع الدنيا وهو ينادي بالحق الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وفي يوبيل الملك الفضي نستذكر مسؤوليات جلالته التاريخية في صيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وهو يعلن على الملأ أن صيانتها واجب مقدس لا يمكن له أن يتخلى عنه مهما بلغت التحديات.
وفي هذا العام (يوبيل جلالته الفضي)، يحدونا نحن الأردنيون الفخر بشخصية جلالة الملك القيادية العالمية الفذّة، إذ يحظى جلالته باحترام مرموق على المستوى العالمي، نال – حفظه الله – على أثره تقديرًا كبيرًا من مختلف القوى السياسية والفعاليات الرسمية والشعبية عربياً ودوليًا، لأنه يجسد صوتًا عربيًا هاشميًا معتدلًا، وموقفًا عاقلًا متزنًا، اقرب ما يكون إلى الواقعية والإحساس بالمسؤولية والالتزام لخدمة الأهداف والمصالح الوطنية للشعب والأمة بعيدًا عن أجواء المزايدات والصراعات الضيقة، وفي ذلك أداء للرسالة الهاشمية الشجاعة التي وضعت الأردن وإمكاناته في خدمة العمل العربي لحماية الوجود القومي والحضاري للوطن العربي وكذلك الدفاع عن حياض الأمة العربية والإسلامية.
في العام الجديد نسير بثقة مع قائدنا الرشيد جلالة الملك عبدالله الثاني ونحن ندرك أن الآمال والطموحات عالية وسقفها السماء وندرك أيضًا أن ما تحقق في ربع قرن من حكم جلالته كان وسط تحديات وتطورات لا يمكن القفز عنها ونذكر منها (تطورات القضية الفلسطينية، حروب غزة، الربيع العربي، جائحة كورونا) واستطاع الأردن أن يخرج منها أكثر قوة وعزمًا ويجعل منها فرصًا لمراكمة الانجازات، لأن الأردن هكذا كان وهكذا سيكون